باب إجلاء اليهود من الحجاز
 
( باب إجلاء اليهود من الحجاز قوله صلى [ 1765 ] الله عليه وسلم لليهود ( أسلموا تسلموا فقالوا قد بلغت يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك أريد ) معناه أريد أن تعترفوا أني بلغت وفي هذا الحديث استحباب تجنيس الكلام وهو من بديع الكلام وأنواع الفصاحة وأما أخراجه صلى الله عليه و سلم اليهود من المدينة فقد سبق بيانه واضحا في آخر كتاب الوصايا قوله صلى الله عليه و سلم ( الأرض لله ورسوله ) معناه ملكها والحكم فيها وإنما قال لهم هذا لأنهم حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم )
(12/90)

كما ذكره بن عمر في روايته التي ذكرها مسلم بعد هذه [ 1766 ] قوله ( عن بن عمر أن يهود بني النضير وقريظة حاربوا رسول الله صلى الله عليه و سلم فأجلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بني النضير وأقر قريظة ومن عليهم حتى حاربت قريظة بعد ذلك فقتل رجالهم وقسم نساؤهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين ) في هذا أن المعاهد والذمي إذا نقض العهد صار حربيا وجرت عليه أحكام أهل الحرب وللإمام سبى من أراد منهم وله المن على من أراد وفيه أنه إذا من عليه ثم ظهرت منه محاربة انتقض عهده وإنما ينفع المن فيما مضى لا فيما يستقبل وكانت قريظة في أمان ثم حاربوا النبي صلى الله عليه و سلم ونقضوا العهد وظاهروا قريشا على قتال النبي صلى الله عليه و سلم قال الله تعالى وأنزل الذين ظاهروهم من أهل الكتاب من صياصيهم وقذف في قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتأسرون فريقا إلى آخر الآية الأخرى قوله ( يهود بني قينقاع ) هو بفتح القاف ويقال بضم النون وفتحها وكسرها ثلاث لغات مشهورات
(12/91)