باب قول الله تعالى وهو الذي كف أيديهم عنكم
 
( باب قول الله تعالى وهو الذي كف أيديهم عنكم الآية [ 1808 ] قوله ( يريدون غرته ) أي غفلته قوله ( فأخذهم سلما ) ضبطوه بوجهين أحدهما بفتح السين واللام والثاني باسكان اللام مع كسر السين وفتحها قال الحميدي ومعناه الصلح قال القاضي في المشارق هكذا ضبطه الأكثرون قال فيه وفي الشرح الرواية الأولى أظهر ومعناها أسرهم والسلم الأسر وجزم الخطابي بفتح اللام والسين قال والمراد به الاستسلام والاذعان كقوله تعالى وألقوا إليكم السلم أي الانقياد وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع قال بن الأثير هذا هو الأشبه بالقصة فإنهم لم يؤخذوا صلحا وإنما أخذوا قهرا وأسلموا أنفسهم عجزا قال وللقول الآخر وجه وهو أنه لما لم يجر معهم قتال بل عجزوا عن دفعهم والنجاة منهم فرضوا بالأسر فكانهم قد صولحوا على ذلك )
باب غزوة النساء مع الرجال [ 1809 ] قوله ( أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا ) هكذا هو في النسخ المعتمدة يوم حنين بضم الحاء
(12/187)

المهملة وبالنونين وفي بعضها يوم خيبر بفتح الخاء المعجمة والأول هو الصواب والخنجر بكسر الخاء وفتحها ولم يذكر القاضي في الشرح إلا الفتح وذكرهما معا في المشارق ورجح الفتح ولم يذكر الجوهري غير الكسر فهما لغتان وهي سكين كبيرة ذات حدين وفي هذا الغزو بالنساء وهو مجمع عليه قولها ( بقرت بطنه ) أي شققته قولها { ( أقتل من بعدنا من الطلقاء ) } هو بضم الطاء وفتح اللام وهم الذين أسلموا من أهل مكة يوم الفتح سموا بذلك لأن النبي صلى الله عليه و سلم من عليهم وأطلقهم وكان في إسلامهم ضعف فاعتقدت أم سليم أنهم منافقون وأنهم استحقوا القتل بانهزامهم وغيره وقولها من بعدنا أي من سوانا [ 1810 ] قوله ( كان النبي صلى الله عليه و سلم يغزو بالنساء فيسقين الماء ويداوين الجرحى ) فيه خروج النساء في الغزو والانتفاع بهن في السقي والمداواة ونحوهما وهذه المداواة لمحارمهن وأزواجهن وما كان منها لغيرهم لا يكون فيه
(12/188)

مس بشرة إلا في موضع الحاجة [ 1811 ] قوله ( أبو معمر المنقري ) هو بكسر الميم واسكان النون وفتح القاف منسوب إلى منقر بن عبيد بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مرة بن أد بن طلحة بن الياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان قوله ( مجوب عليه بحجفه ) أي مترس عنه ليقيه سلاح الكفار قوله ( كان ابو طلحة راميا شديد النزع ) أي شديد الرمي قوله ( الجعبة ) بفتح الجيم قوله ( أرى خدم سوقها ) هو بفتح الخاء المعجمة والدال المهملة الواحدة خدمة وهي الخلخال وأما السوق فجمع ساق وهذه الرواية للخدم لم يكن فيها نهي لأن هذا كان يوم أحد قبل أمر النساء بالحجاب وتحريم النظر إليهن ولأنه لم يذكر هنا أنه تعمد النظر إلى نفس الساق فهو محمول على أنه حصلت تلك النظرة فجأة بغير قصد ولم يستدمها قوله ( نحري دون نحرك ) هذا من مناقب أبي طلحة الفاخرة قوله ( على متونهما ) أي على
(12/189)

ظهورهما وفي هذا الحديث اختلاط النساء في الغزو برجالهن في حال القتال لسقي الماء ونحوه