( باب ثبوت الجنة للشهيد )
 
[ 1899 ] ( قال رجل أين أنا يارسول الله ان قتلت قال فى الجنة فألقى تمرات كن فى يده ثم قاتل حتى قتل فيه ثبوت
(13/43)

الجنة للشهيد وفيه المبادرة بالخير وأنه لايشتغل عنه بحظوظ النفوس [ 1900 ] قوله ( وحدثنا أحمد بن جناب المصيصى ) بالجيم والنون وأما المصيصى فبكسر الميم والصاد المشددة ويقال بفتح الميم وتخفيف الصاد وجهان معروفان الأول أشهر منسوب إلى المصيصة المدينة المعروفة قوله ( جاء رجل من بنى النبيت هو بنون مفتوحة ثم باء مكسورة ثم مثناة تحت ساكنة ثم مثناة فوق وهم قبيلة من الأنصار كما ذكر فى الكتاب [ 1901 ] قوله ( بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بسيسة عينا ) هكذا هو فى جميع النسخ بسيسة بباء موحدة مضمومة وبسينين مهملتين مفتوحتين بينهما ياء مثناة تحت ساكنة قال القاضي هكذا هو فى جميع النسخ قال وكذا رواه أبو داود وأصحاب الحديث قال والمعروف فى كتب السيرة بسبس بباءين موحدتين مفتوحتين بينهما سين ساكنة وهو بسبس بن عمرو ويقال بن بشر من الأنصار من الخزرج ويقال حليف لهم قلت يجوز أن يكون أحد اللفظين اسما له والآخر لقبا وقوله ( عينا ) أى متجسسا ورقيبا قوله ( ما صنعت عير أبى سفيان ) هي الدواب التى تحمل الطعام وغيره من الأمتعة قال فى المشارق العير هي الابل والدواب تحمل
(13/44)

الطعام وغيره من التجارات قال ولاتسمى عيرا إلااذا كانت كذلك وقال الجوهرى فى الصحاح العير الابل تحمل الميرة وجمعها عيرات بكسر العين وفتح الياء قوله صلى الله عليه و سلم ( إن لنا طلبة فمن كان ظهره حاضرا فليركب ) هي بفتح الطاء وكسر اللام أى شيئا نطلبه والظهر الدواب التى تركب قوله ( فجعل رجال يستأذنونه فى ظهرانهم ) هو بضم الظاء واسكان الهاء أى مركوباتهم فى هذا استحباب التورية في الحرب وأن لايبين الامام جهة إغارته وإغارة سراياه لئلا يشيع ذلك فيحذرهم العدو قوله ( فى علو المدينة ) بضم العين وكسرها قوله صلى الله عليه و سلم ( لايتقدمن أحد منكم إلى شئ حتى أكون أنا دونه ) أى قدامه متقدما فى ذلك الشئ لئلا يفوت شئ من المصالح التى لاتعلمونها قوله ( عمير بن الحمام ) بضم الحاء المهملة وتخفيف الميم قوله ( بخ بخ ) فيه لغتان اسكان الخاء وكسرها منونا وهى كلمة تطلق لتفخيم الأمر وتعظيمه فى الخير قوله ( لا والله يارسول الله الارجاءة أن أكون من أهلها ) هكذا هو فى أكثر النسخ المعتمدة رجاءة بالمد ونصب التاء وفى بعضها رجاء بلاتنوين وفى بعضها بالتنوين
(13/45)

ممدودان بحذف التاء وكله صحيح معروف فى اللغة ومعناه والله ما فعلته لشيء إلا لرجاء أن أكون من أهلها قوله ( فأخرج تمرات من قرنه ) هو بقاف وراء مفتوحتين ثم نون أى جعبة النشاب ووقع فى بعض نسخ المغاربة فيه تصحيف قوله ( لئن أنا حييت حتى آكل تمراتى هذه انها لحياة طويلة فرمى بما كان معه من التمرثم قاتلهم حتى قتل ) فيه جواز الانغمار فى الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء [ 1902 ] قوله ( وهو بحضرة العدو ) هو بفتح الحاء وضمها وكسرها ثلاث لغات ويقال أيضا بحضر بفتح الحاء والضاد بحذف الهاء قوله صلى الله عليه و سلم ( إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف ) قال العلماء معناه إن الجهاد وحضور معركة القتال طريق إلى الجنة وسبب لدخولها قوله ( كسر جفن سيفه ) هو بفتح
(13/46)

الجيم واسكان الفاء وبالنون وهو غمده [ 677 ] قوله ( وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه فى المسجد ) معناه يضعونه فى المسجد مسبلا لمن أراد استعماله لطهارة أو شرب أو غيرهما وفيه جواز وضعه فى المسجد وقد كانوا يضعون أيضا أعذاق التمر لمن أرادها فى المسجد فى زمن النبى صلى الله عليه و سلم ولاخلاف فى جواز هذا وفضله قوله ( ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لأهل الصفة ) أصحاب الصفة هم الفقراء الغرباء الذين كانوا يأوون إلى مسجد النبى صلى الله عليه و سلم وكانت لهم فى آخره صفة وهو مكان منقطع من المسجد مظلل عليه يبيتون فيه قاله إبراهيم الحربى والقاضى وأصله من صفة البيت وهى شئ كالظلة قدامه فيه فضيلة الصدقة وفضيلة الاكتساب من الحلال لها وفيه جواز الصفة فى المسجد وجواز المبيت فيه بلا كراهة وهو مذهبنا ومذهب الجمهور قوله ( اللهم بلغ عنا نبينا أنا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا ) فيه فضيلة ظاهرة للشهداء وثبوت الرضا منهم ولهم وهو موافق لقوله تعالى رضى الله عنهم ورضوا عنه
(13/47)

قال العلماء رضى الله عنهم بطاعتهم ورضوا عنه بما أكرمهم به وأعطاهم إياه من الخيرات والرضى من الله تعالى افاضة الخير والاحسان والرحمة فيكون من صفات الأفعال وهو أيضا بمعنى ارادته فيكون من صفات الذات [ 1903 ] قوله ( ليرانى الله ما أصنع ) هكذا هو فى أكثر النسخ ليرانى بالألف وهو صحيح ويكون ما أصنع بدلامن الضمير فى أرانى أى ليرى الله ما أصنع ووقع فى بعض النسخ ليرين الله بياء بعد الراء ثم نون مشددة وهكذا وقع فى صحيح البخارى وعلى هذا ضبطوه بوجهين أحدهما ليرين بفتح الياء والراء أى يراه الله واقعا بارزا والثانى ليرين بضم الياء وكسر الراء ومعناه ليرين الله الناس ما أصنعه ويبرزه الله تعالى لهم قوله ( فهاب أن يقول غيرها ) معناه أنه اقتصر على هذه اللفظة المبهمة أى قوله ليرين الله ما أصنع مخافة أن يعاهد الله على غيرها فيعجز عنه أو تضعف بنيته عنه أو نحو ذلك وليكون ابراء له من الحول والقوة قوله ( واها لريح الجنة أجده دون أحد ) قال العلماء واها كلمة تحنن وتلهف قوله ( أجده دون أحد ) محمول على ظاهره وأن الله تعالى أوجده ريحها من موضع المعركة وقد ثبتت الأحاديث أن ريحها توجد من مسيرة خمسمائة عام
(13/48)