باب اباحة الضب
 
( باب اباحة الضب ثبتت هذه الأحاديث التى ذكرها مسلم وغيره [ 1943 ] أن النبى صلى الله عليه و سلم قال فى الضب لست بآكله ولا محرمه وفى روايات لا آكله ولا أحرمه وفى رواية [ 1944 ] أنه صلى الله عليه و سلم قال كلوا فإنه حلال ولكنه ليس من طعامى وفى رواية [ 1945 ] [ 1946 ] أنه صلى الله عليه و سلم رفع يده منه فقيل أحرام هو يا رسول الله قال لا ولكنه لم يكن بأرض قومى فأجدنى أعافه فأكلوه بحضرته وهو ينظر صلى الله عليه و سلم قال أهل اللغة معنى أعافه أكرهه تقذرا وأجمع المسلمون على أن الضب حلال ليس بمكروه إلا )
(13/97)

ما حكى عن أصحاب أبى حنيفة من كراهته وإلا ما حكاه القاضي عياض عن قوم أنهم قالوا هو
(13/98)

حرام وما أظنه يصح عن احد وان صح عن أحد فمحجوج بالنصوص واجماع من قبله قوله ( ضب محنوذ ) أى مشوى وقيل المشوى على الرضف وهى الحجارة المحماة قوله ( ان خالدا اخذ الضب فأكله من غير استئذان ) هذا من باب الادلال والأكل من بيت القريب والصديق الذى لا يكره ذلك وخالد أكل هذا فى بيت خالته ميمونة وبيت صديقه رسول الله صلى الله عليه و سلم فلا يحتاج إلى استئذان لا سيما والمهدية خالته ولعله أراد بذلك جبر قلب خالته أم حفيد المهدية قوله فى ميمونة [ 1946 ] ( وهى خالته وخالة بن عباس ) يعنى خالة خالد بن الوليد وخالة بن عباس وأم خالد لبابة الصغرى وأم بن عباس لبابة الكبرى وميمونة وأم حفيد كلهن اخوات والدهن الحارث قوله ( قدمت به أختها حفيدة ) وفى الرواية الأخر أم حفيد وفى بعض النسخ أم حفيدة بالهاء
(13/99)

وفى بعضها فى رواية أبى بكر بن النضر أم حميد وفى بعضها حميدة وكله بضم الحاء مصغر قال القاضي وغيره والأصوب والأشهر أم حفيد بلا هاء واسمها هزيلة وكذا ذكرها بن عبد البر وغيره فى الصحابة والله أعلم قوله ( فقالت امرأة من النسوة الحضور ) كذا هو فى جميع
(13/100)

النسخ النسوة الحضور [ 1947 ] قوله ( ولو كان حراما ما أكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه و سلم ) هذا تصريح بما اتفق عليه العلماء وهو إقرار النبى صلى الله عليه و سلم الشيء وسكوته عليه اذا فعل بحضرته يكون دليلا لإباحته ويكون بمعنى قوله أذنت فيه وأبحته فانه لا يسكت على باطل ولا يقر منكرا والله أعلم [ 1948 ] قوله ( دعانا عروس بالمدينة ) يعنى رجلا تزوج قريبا والعروس يقع على
(13/101)

المرأة وعلى الرجل قوله ( قرب إليهم خوان ) هو بكسر الخاء وضمها لغتان الكسر أفصح والجمع أخونة وخون وليس المراد بهذا الخوان ما نفاه فى الحديث المشهور فى قوله ما أكل رسول الله صلى الله عليه و سلم على خوان قط بل شيء من نحو السفرة [ 1951 ] قوله إنا بأرض مضبة ) فيها لغتان مشهورتان إحداهما فتح الميم والضاد والثانية ضم الميم وكسر الضاد والأول أشهر
(13/102)

وأفصح أى ذات ضباب كثيرة قوله ( انى فى غائط مضبة ) الغائط الأرض المطمئنة قوله صلى الله عليه و سلم ( فمسخهم دواب يدبون فى الأرض ) أما يدبون فبكسر الدال وأما دواب فكذا وقع فى بعض النسخ ووقع فى أكثرها دوابا بالألف والأول هو الجارى على المعروف المشهور فى العربية والله أعلم