( باب فضيلة الأسود من الكباث )
 
[ 2050 ] فيه جابر ( قال كنا مع النبى صلى الله عليه و سلم بمر الظهران ونحن نجني الكباث فقال النبى صلى الله عليه و سلم عليكم بالأسود منه فقلنا يا رسول الله كأنك رعيت الغنم قالنعم وهل من نبى الاوقد رعاها أو نحو هذا من القول ) الكباث بفتح الكاف وبعدها مخففة موحدة ثم ألف ثم مثلثة قال
(14/5)

أهل اللغة هو النضيج من ثمر الاراك ومر الظهران على دون مرحلة من مكة معروف سبق بيانه وهو بفتح الظاء المعجمة واسكان الهاء وفيه فضيلة رعاية الغنم قالوا والحكمة فى رعاية الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لها ليأخذوا أنفسهم بالتواضع وتصفى قلوبهم بالخلوة ويترقوا من سياستها بالنصيحة إلى سياسة أممهم بالهداية والشفقة والله أعلم باب فضيلة الخل والتأدم به
[ 2051 ] فيه حديث عائشة رضى الله عنها ( أن النبى صلى الله عليه و سلم قال نعم الادام أو الأدم الخل ) وفى رواية نعم الأدم بلاشك [ 2052 ] وعن جابر رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه و سلم سأل أهله الأدم فقالوا ما عندنا إلاخل فدعا به فجعل يأكل به ويقول نعم الأدم الخل وذكره من طرق أخرى بزيادة فى الحديث فضيلة الخل وأنه يسمى أدما وأنه أدم فاضل جيد قال أهل اللغة الادام
(14/6)

بكسر الهمزة ما يؤتدم به يقال أدم الخبز يأدمه بكسر الدال وجمع الادام أدم بضم الهمزة والدال كاهاب وأهب وكتاب وكتب والأدم باسكان الدال مفرد كالادام وفيه استحباب الحديث على الأكل تأنيسا للآكلين وأما معنى الحديث فقال الخطابى والقاضى عياض معناه مدح الاقتصار فى المأكل ومنع النفس عن ملاذ الأطعمة تقديره ائتدموا بالخل وما فى معناه مما تخف مؤنته ولايعز وجوده ولاتتأنقوا فى الشهوات فإنها مفسدة للدين مسقمة للبدن هذا كلام الخطابى ومن تابعه والصواب الذى ينبغى أن يجزم به أنه مدح للخل نفسه وأما الاقتصار فى المطعم وترك الشهوات فمعلوم من قواعد آخر والله أعلم وأما قول جابر فمازلت أحب الخل منذ سمعتها من نبى الله صلى الله عليه و سلم فهو كقول أنس ما زلت أحب الدباء وقد سبق بيانه وهذا مما يؤيد ما قلناه فى معنى الحديث أنه مدح للخل نفسه وقد ذكرنا مرات أن تأويل الراوى اذا لم يخالف الظاهر يتعين المصير إليه والعمل به عند جماهير العلماء من الفقهاء والأصوليين وهذا كذلك بل تأويل الراوى هنا هو ظاهر اللفظ فيتعين اعتماده والله أعلم قوله أخذ النبى صلى الله عليه و سلم بيدي فأخرج إليه فلقا من خبز ) هكذا هو فى الأصول فأخرج إليه فلقا وهو صحيح
(14/7)

ومعناه أخرج الخادم ونحوه فلقا وهى الكسر قوله ( فأخذ بيدي ) فيه جواز أخذ الانسان بيد صاحبه فى تماشيهما قوله ( فدخلت الحجاب عليها معناه دخلت الحجاب إلى الموضع الذى فيه المرأة وليس فيه أنه رأى بشرتها قوله ( فأتى بثلاثة أقرصة فوضعن على نبى ) هكذا هو فى أكثر الأصول نبى بنون مفتوحة ثم باء موحدة مكسورة ثم ياء مثناة تحت مشددة وفسروه بمائدة من خوص ونقل القاضي عياض عن كثير من الرواة أو الأكثرين أنه بتى بباء موحدة مفتوحة ثم مثناة فوق مكسورة مشددة ثم ياء مثناة من تحت مشددة والبت كساء من وبر أوصوف فلعله منديل وضع عليه هذا الطعام قال ورواه بعضهم بضم الباء وبعدها نون مكسورة مشددة قال القاضي الكنانى هذا هو الصواب وهو طبق من خوص قوله فى الاسناد ( يحيى بن صالح الوحاظى ) هو بضم الواو وتخفيف الحاء المهملة وبالظاء المعجمة منسوب إلى وحاظة قبيلة من حمير هكذا ضبطه الجمهور وكذا نقله القاضي عياض عن شيوخهم قال وقال أبو الوليد الباجى هو بفتح الواو قوله ( أن النبى صلى الله عليه و سلم أتى بثلاثة أقرصة فجعل قدامه قرصا وقدامى قرصا وكسر الثالث فوضع نصفه بين يديه ونصفه بين يدى ) فيه استحباب مواساة الحاضرين على الطعام وأنه يستحب جعل الخبز ونحوه بين أيديهم بالسوية وأنه لابأس بوضع الأرغفة والأقراص صحاحا غير مكسورة
(14/8)