( باب تحريم النظر فى بيت غيره )
 
قوله [ 2156 ] ( ان رجلا اطلع فى جحر فى باب رسول الله صلى الله عليه و سلم ومع رسول الله صلى الله عليه و سلم مدرى يحك به رأسه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لو أعلم أنك تنظرني لطعنت به فى عينك وقال رسول الله صلى الله عليه و سلم انما جعل الاذن من أجل البصر ) وفى رواية مدرى يرجل به رأسه أما المدرى فبكسر الميم واسكان الدال المهملة
(14/136)

وبالقصر وهى حديدة يسوى بها شعر الرأس وقيل هو شبه المشط وقيل هي أعواد تحدد تجعل شبه المشط وقيل هو عود تسوى به المرأة شعرها وجمعه مدارى ويقال فى الواحد مدراة أيضا ومدراية أيضا ويقال تدريت بالمدرى وقوله ( يرجل به رأسه ) هذا يدل لمن قال أنه مشط أو يشبه المشط وأما قوله يحك به فلا ينافى هذا فكان يحك به ويرجل به وترجيل الشعر تسريحه ومشطة وفيه استحباب الترجيل وجواز استعمال المدرى قال العلماء فالترجيل مستحب للنساء مطلقا وللرجل بشرط أن لايفعله كل يوم أوكل يومين ونحو ذلك بل بحيث يخف الأول وأما قوله صلى الله عليه و سلم ( لو علمت أنك تنتظرني ) فهكذا هو فى أكثر النسخ أو كثير منها وفى بعضها تنظرنى بحذف التاء الثانية قال القاضي الأول رواية الجمهورقال والصواب الثانى ويحمل الأول عليه وقوله فى جحر هو بضم الجيم واسكان الحاء وهو الخرق قوله صلى الله عليه و سلم انما جعل الاذن من أجل البصر معناه أن الاستئذان مشروع
(14/137)

ومأمور به وانما جعل لئلا يقع البصر على الحرام فلايحل لاحد أن ينظر فى جحر باب ولاغيره مما هو متعرض فيه لوقوع بصره على امرأة أجنبية وفى هذا الحديث جوازرمى عين المتطلع بشيء خفيف فلورماه بخفيف ففقأها فلاضمان اذا كان قد نظر فى بيت ليس فيه امرأة محرم والله أعلم قوله [ 2157 ] ( فقام إليه بمشقص أو مشاقص فكانى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يختله ليطعنه ) أما المشاقص فجمع مشقص وهو نصل عريض للسهم وسبق إيضاحه فى الجنائز وفى الايمان وأما يختله فبفتح أوله وكسر التاء أى يراوغه ويستغفله وقوله ( ليطعنه ) بضم العين وفتحها الضم أشهر قوله صلى الله عليه و سلم [ 2158 ] ( من اطلع فى بيت قوم بغير اذنهم فقد حل لهم أن يفقئوا عينه ) قال العلماء محمول على مااذا نظر فى بيت الرجل فرماه بحصاة ففقأ عينه وهل يجوز رميه قبل انذاره فيه وجهان لأصحابنا أصحهما جوازه لظاهر هذا الحديث والله أعلم قوله صلى الله عليه و سلم فخذفته بحصاة ففقأت عينه هو بهمز فقأت وأما خذفته فبالخاء المعجمة أى رميته بها من بين أصبعيك
(14/138)