( باب السم )
 
قوله [ 2190 ] ( ان يهودية أتت رسول الله صلى الله عليه و سلم بشاة مسمومة فأكل منها فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فسألها عن ذاك قالت أردت لأقتلك قال وما كان الله ليسلطك على ذاك قال أو قال على قالوا ألا نقتلها قال لا قال فما زلت أعرفها فى لهوات رسول الله صلى الله
(14/178)

عليه وسلم ) وفى الرواية الأخرى جعلت سما فى لحم أما السم فبفتح السين وضمها وكسرها ثلاث لغات الفتح أفصح جمعه سمام وسموم وأما اللهوات فبفتح اللام والهاء جمع لهات بفتح اللام وهى اللحمة الحمراء المعلقة فى أصل الحنك قاله الأصمعى وقيل اللحمات اللواتى فى سقف أقصى الفم وقوله مازلت أعرفها أى العلامة كأنه بقي للسم علامة وأثر من سواد أو غيره وقولهم ألانقتلها هي بالنون فى أكثر النسخ وفى بعضها بتاء الخطاب وقوله صلى الله عليه و سلم ماكان الله ليسلطك على ذاك أو قال على فيه بيان عصمته صلى الله عليه و سلم من الناس كلهم كما قال الله والله يعصمك من الناس وهي معجزة لسول الله صلى الله عليه و سلم وهي معجزة لرسول الله صلى الله عليه و سلم فى سلامته من السم المهلك لغيره وفى اعلام الله تعالى له بأنها مسمومة وكلام عضو منه له فقد جاء فى غير مسلم أنه صلى الله عليه و سلم قال ان الذراع تخبرنى انها مسمومة وهذه المرأة اليهودية الفاعلة للسم اسمها زينب بنت الحارث أخت مرحب اليهودى روينا تسميتها هذه فى مغازى موسى بن عقبة ودلائل النبوة للبيهقى قال القاضي عياض واختلف الآثار والعلماء هل قتلها النبى صلى الله عليه و سلم أم لافوقع فى صحيح مسلم أنهم قالوا ألانقتلها قال لاومثله عن أبى هريرة وجابر وعن جابر من رواية أبى سلمة أنه صلى الله عليه و سلم قتلها وفى رواية بن عباس أنه صلى الله عليه و سلم دفعها إلى أولياء بشر بن البراء بن معرور وكان أكل منها فمات بها فقتلوها وقال بن سحنون أجمع أهل الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قتلها قال القاضي وجه الجمع بين هذه الروايات والأقاويل أنه لم يقتلها أولاحين اطلع على سمها وقيل له اقتلها فقال لا فلما مات بشر بن البراء من ذلك سلمها لأوليائه فقتلوها قصاصا فيصح قولهم لم يقتلها أى فى الحال ويصح قولهم قتلها أى بعد ذلك والله أعلم
(14/179)



الموضوع السابق


( باب السحر )