( باب فضل سقى البهائم المحترمة وإطعامها )
 
قوله صلى الله عليه و سلم [ 2244 ] ( فى كل كبد رطبة أجر ) معناه فى الاحسان إلى كل حيوان حى بسقيه ونحوه أجر وسمى الحى ذا كبد رطبة لأن الميت يجف جسمه وكبده ففى هذا الحديث الحث على الاحسان إلى الحيوان المحترم وهو ما لا يؤمر بقتله فأما المأمور بقتله فيمتثل أمر الشرع فى قتله والمأمور بقتله كالكافر الحربى والمرتد والكلب العقور والفواسق الخمس المذكورات فى الحديث وما فى معناهن وأما المحترم فيحصل الثواب بسقيه والاحسان إليه أيضا باطعامه وغيره سواء كان مملوكا أو مباحا وسواء كان مملوكا له أو لغيره والله أعلم قوله صلى الله عليه و سلم ( فاذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش ) أما الثرى فالتراب الندى ويقال لهث بفتح الهاء وكسرها يلهث بفتحها لاغير لهثا باسكانها والاسم اللهث بفتحها واللهاث بضم اللام
(14/241)

ورجل لهثان وامرأة لهثى كعطشان وعطشى وهوالذى أخرج لسانه من شدة العطش والحر قوله ( حتى رقى فسقى الكلب ) يقال رقي بكسر القاف على اللغة الفصيحة المشهورة وحكى فتحها وهى لغة طى فى كل ما أشبه هذا قوله صلى الله عليه و سلم [ 2245 ] ( إن امرأة بغيا رأت كلبا فى يوم حاريطيف ببئر قد أدلع لسانه من العطش فنزعت له بموقها فعغرلها ) أما البغى فهي الزانية والبغاء بالمد هو الزنى ومعنى يطيف أى حولها بضم الياء ويقال طاف به وأطاف اذا دار حوله وأدلع لسانه ودلعه لغتان أى أخرجه لشدة العطش والموق بضم الميم هو الخف فارسى معرب ومعنى نزعت له بموقها أى استقت يقال نزعت بالدلوا استقيت به من البئر ونحوها نزعت الدلو أيضا قوله ( فشكرالله له فغفر له ) معناه قبل عمله وأثابه وغفر له والله أعلم