باب شيبه صلى الله عليه و سلم )
 
قوله [ 2341 ] ( سألت أنس بن مالك هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم خضب فقال لم يبلغ الخضاب كان في لحيته شعرات بيض ) وفي رواية لم ير من الشيب إلا قليلا وفي رواية لو شئت أن أعد شمطات كن في رأسه ولم يخضب وفي رواية لم يخضب رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما كان البياض في عنفقته وفي الصدغين وفي الرأس نبذ وفي رواية ما شانه الله ببيضاء [ 2342 ] وفي رواية أبي جحيفة رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم هذه منه بيضاء ووضع الراوي بعض أصابعه على عنفقته [ 2343 ] وفي رواية له رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم أبيض قد شاب [ 2344 ] وفي رواية جابر بن سمرة أنه سئل عن شيب النبي صلى الله عليه و سلم فقال كان إذا دهن رأسه لم ير منه شيء واذا لم يدهن رئى منه وفي رواية له كان قد شمط مقدم رأسه ولحيته وفي رواية لأنس يعد عدا توفي وليس
(15/94)

في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء وفي حديث أم سلمة أنها أخرجت لهم شعرات من شعر رسول الله صلى الله عليه و سلم حمرا مخضوبة بالحناء والكتم قال القاضي اختلف العلماء هل خضب النبي صلى الله عليه و سلم أم لا فمنعه الأكثرون بحديث انس وهو مذهب مالك وقال بعض المحدثين خضب لحديث أم سلمة هذا ولحديث بن عمر أنه رأى النبي صلى الله عليه و سلم يصبغ بالصفرة قال وجمع بعضهم بين الاحاديث بما أشار إليه في حديث أم سلمة من كلام أنس في قوله فقال ما أدري في هذا الذي يحدثون إلا أن يكون شيء من الطيب الذي كان يطيب به شعره لأنه صلى الله عليه و سلم كان يستعمل الطيب كثيرا وهو يزيل سواد الشعر فأشار أنس إلى أن تغيير ذلك ليس بصبغ وإنما هو لضعف لون سواده بسبب الطيب قال ويحتمل أن تلك الشعرات تغيرت بعده لكثرة تطييب أم سلمة لها اكراما هذا آخر كلام القاضي والمختار أنه صلى الله عليه و سلم صبغ في وقت وتركه في معظم الاوقات فأخبر كل بما رأى وهوصادق وهذا التأويل كالمتعين فحديث بن عمر في الصحيحين ولا يمكن تركه ولا تأويل له والله أعلم وأما اختلاف الرواية في قدر شيبه فالجمع بينها أنه رأى شيئا يسيرا فمن أثبت شيبه أخبر عن ذلك اليسير ومن نفاه أراد أنه لم يكثر فيه كما قال في الرواية الاخرى لم يشتد الشيب اي لم يكثر ولم يخرج شعره عن سواده وحسنه كما قال في الرواية الأخرى لم ير من الشيب الا قليلا قوله ( أعد شمطاته ) وفي الرواية الاخرى كان قد شمط بكسر الميم اتفق العلماء على أن المراد بالشمط هنا ابتداء الشيب يقال منه شمط وأشمط قوله ( خضب أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بالحناء والكتم ) أما الحناء فممدود وهو معروف وأما الكتم فبفتح
(15/95)

الكاف والتاء المثناة من فوق المخففة هذا هو المشهور وقال أبو عبيدة هو بتشديد التاء وحكاه غيره وهو نبات يصبغ به الشعر يكثر بياضه أو حمرته إلى الدهمة قوله ( اختضب عمر بالحناء ) هو بالحاء المهملة معناه خالصا لم يخلط بغيره قوله ( عن أنس رضي الله عنه قال يكره أن ينتف الرجل الشعرة البيضاء من رأسه ولحيته ) هذا متفق عليه قال أصحابنا وأصحاب مالك يكره ولا يحرم قوله ( وفي الرأس نبذ ) ضبطوه بوجهين احدهما ضم النون وفتح الباء والثاني بفتح النون وإسكان الباء وبه جزم القاضي ومعناه شعرات متفرقة قوله ( سمع أبا إياس ) هو معاوية بن قرة قوله ( أبري النبل وأريشها ) أما أبرى فبفتح الهمزة وأما أريشها
(15/96)

فبفتح الهمزة ايضا وكسر الراء وإسكان الياء أي أجعل للنبل ريشا
(