باب في أسمائه صلى الله عليه و سلم )
 
ذكر هنا هذه الاسماء وله صلى الله عليه و سلم أسماء أخر ذكر أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه الأحوذي في شرح الترمذي عن بعضهم ان لله تعالى ألف اسم وللنبي صلى الله عليه و سلم ألف اسم ايضا ثم ذكر منها على التفصيل بضعا وستين قال أهل اللغة يقال رجل محمد ومحمود اذا كثرت خصاله المحمودة وقال بن فارس وغيره وبه سمي نبينا صلى الله عليه و سلم محمدا وأحمد اي ألهم الله تعالى اهله ان سموه به لما علم من جميل صفاته قوله صلى الله عليه و سلم [ 2354 ] ( وأنا الماحي الذي يمحى بي الكفر ) قال العلماء المراد محو الكفر من مكة والمدينة وسائر بلاد العرب ومازوى له صلى الله عليه و سلم من الارض ووعد ان يبلغه ملك امته قالوا ويحتمل ان المراد المحو العام بمعنى الظهور بالحجة والغلبة كما قال
(15/104)

تعالى ليظهره على الدين كله وجاء في حديث آخر تفسير الماحي بأنه الذي محيت به سيئات من اتبعه فقد يكون المراد بمحو الكفر هذا ويكون كقوله تعالى قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف والحديث الصحيح الاسلام يهدم ما كان قبله قوله صلى الله عليه و سلم ( وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على عقبي ) وفي الرواية الثانية علي قدمي فأما الثانية فاتفقت النسخ على أنها علي انها على قدمي لكن ضبطوه بتخفيف الياء على الافراد وتشديدها على التثنية واما الرواية الاولى فهي في معظم النسخ وفي بعضها قدمي كالثانية قال العلماء معناهما يحشرون علي أثري وزمان نبوتي ورسالتي وليس بعدي نبي وقيل يتبعوني قوله [ 2355 ] ( والمقفي ونبي التوبة ونبي الرحمة )
(15/105)

أما العاقب ففسره في الحديث بانه ليس بعده نبي اي جاء عقبهم قال بن الاعرابي العاقب والعقوب الذي يخلف في الخير من كان قبله ومنه عقب الرجل لولده واما المقفي فقال شمر هو بمعني العاقب وقال بن الاعرابي هو المتبع للانبياء يقال قفوته أقفوه وقفيته أقفيه اذا اتبعته وقافية كل شئ آخره واما نبي التوبة ونبي الرحمة ونبي المرحمة فمعناها متقارب ومقصودها انه صلى الله عليه و سلم جاء بالتوبة وبالتراحم قال الله تعالى رحماء بينهم وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة والله أعلم وفي حديث آخر نبي الملاحم لأنه صلى الله عليه و سلم بعث بالقتال قال العلماء وإنما اقتصر على هذه الاسماء مع ان له صلى الله عليه و سلم اسماء غيرها كما سبق لأنها موجودة في الكتب المتقدمة وموجودة للأمم السالفة
(