باب فضائل عيسى عليه السلام )
 
قوله صلى الله عليه و سلم [ 2365 ] ( أنا أولى الناس بابن مريم الانبياء اولاد علات وليس بيني وبينه نبي ) وفي رواية انا أولى الناس بعيسى بن مريم في الاولى والاخرة قالوا كيف يا رسول الله قال الانبياء اخوة من علات وامهاتهم شتى ودينهم واحد وليس بيننا نبي قال العلماء أولاد العلات بفتح العين المهملة وتشديد اللام هم الاخوة لاب من امهات شتى واما الاخوة من الابوين فيقال لهم اولاد الاعيان قال
(15/119)

جمهور العلماء معنى الحديث اصل ايمانهم واحد وشرائعهم مختلفة فانهم متفقون في اصول التوحيد واما فروع الشرائع فوقع فيها الاختلاف واما قوله صلى الله عليه و سلم ودينهم واحد فالمراد به اصول التوحيد واصل طاعة الله تعالى وان اختلفت صفتها واصول التوحيد والطاعة جميعا واما قوله صلى الله عليه و سلم ( وانا اولى الناس بعيسى فمعناه اخص به لما ذكره قوله صلى الله عليه و سلم [ 2366 ] ما من مولود يولد الا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة الشيطان الا بن مريم وامه ) هذه فضيلة ظاهرة وظاهر الحديث اختصاصها بعيسى وامه واختار القاضي عياض ان جميع الانبياء يتشاركون فيها قوله صلى الله عليه و سلم [ 2367 ] ( صياح المولود حين يقع نزغة من الشيطان ) أي حين يسقط من بطن امه ومعنى
(15/120)

نزغة نخسة وطعنة ومنه قولهم نزغة بكلمة سوء اي رماه بها قوله صلى الله عليه و سلم [ 2368 ] ( راى عيسى رجلا يسرق فقال له عيسى سرقت قال كلا والذي لا اله الا هو فقال عيسى آمنت بالله وكذبت نفسي ) قال القاضي ظاهر الكلام صدقت من حلف بالله تعالى وكذبت ما ظهر لي من ظاهر سرقته فلعله اخذ ماله فيه حق او باذن صاحبه او لم يقصد الغصب والاستيلاء او ظهر له من مديده انه اخذ شيئا فلما حلف له أسقط ظنه ورجع عنه
(