باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه )
 
قولها [ 2401 ] ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم مضطجعا في بيته كاشفا عن فخذيه او ساقيه فاستأذن ابو بكر فاذن له وهو على تلك الحال إلى آخرة ) هذا الحديث مما يحتج به المالكية وغيرهم ممن يقول ليست الفخذ عورة ولا حجة فيه لانه مشكوك في المكشوف هل هو الساقان ام الفخذان فلا يلزم منه الجزم بجواز كشف الفخذ وفي هذا الحديث جواز تدلل العالم والفاضل بحضرة من يدل عليه من فضلاء اصحابه واستحباب ترك ذلك اذا حضر غريب او صاحب يستحي منه قوله ( دخل ابو بكر فلم تهتش له ولم تباله ) هكذا هو في جميع نسخ بلادنا تهتش بالتاء بعد الهاء وفي بعض النسخ الطارئة بحذفها وكذا ذكره القاضي وعلى هذا فالهاء مفتوحة يقال هش يهش كشم يشم واما الهش الذي هو خبط الورق من الشجر فيقال منه هش يهش بضمها قال الله تعالى وأهش بها قال اهل اللغة الهشاشة والبشاشة بمعنى طلاقة الوجه وحسن اللقاء ومعنى لم تباله
(15/168)

لم تكترث به وتحتفل لدخوله قوله صلى الله عليه و سلم ( الا استحي ممن تستحي منه الملائكة ) هكذا هو في الرواية استحي بياء واحدة في كل واحدة منهما قال اهل اللغة يقال استحيي يستحيي بياءين واستحى يستحي بياء واحدة لغتان الاولى افصح واشهر وبها جاء القرآن وفيه فضيلة ظاهرة لعثمان وجلالته عند الملائكة وان الحياء صفة جميلة من صفات الملائكة قوله [ 2402 ] ( لابس مرط عائشة ) هو بكسر الميم وهو كساء من صوف وقال الخليل كساء من صوف او كتان او غيره وقال بن الاعرابي وابو زيد هو الازار قولها ( مالي لم ارك فزعت لابي بكر وعمر كما فزعت لعثمان ) اي اهتممت لهما واحتفلت بدخولهما هكذا هو في جميع نسخ بلادنا فزعت بالزاي والعين المهملة وكذا حكاه القاضي عن رواية الاكثرين قال وضبطه بعضهم فرغت بالراء والغين المعجمة وهو قريب من معنى الاول قوله [ 2403 ] ( عن عثمان بن غياث ) هو بالغين المعجمة والثاء
(15/169)

المثلثة قوله ( في حائط ) هو البستان قوله ( يركز بعود ) هو بضم الكاف اي يضرب باسفله ليثبته في الارض قوله ( استفتح رجل فقال افتح وبشره بالجنة ) وفي رواية امرني ان احفظ الباب وفي رواية لاكونن بواب رسول الله صلى الله عليه و سلم يحتمل انه صلى الله عليه و سلم امره ان يكون بوابا في جميع ذلك المجلس ليبشر هؤلاء المذكورين بالجنة رضي الله عنهم ويحتمل انه امره بحفظ الباب اولا إلى ان يقضي حاجته ويتوضأ لانها حالة يستتر فيها ثم حفظ الباب ابو موسى من تلقاء نفسه وفيه فضيلة هؤلاء الثلاثة وانهم من اهل الجنة وفضيلة لابي موسى وفيه جواز الثناء على الانسان في وجهه اذا امنت عليه فتنة الاعجاب ونحوه وفيه معجزة
(15/170)

ظاهرة للنبي صلى الله عليه و سلم لاخباره بقصة عثمان والبلوى وان الثلاثة يستمرون على الايمان والهدى قوله ( والله المستعان ) فيه استحبابة عند مثل هذا الحال قوله 0فخرج وجه ها هنا ) المشهور في الرواية وجه بتشديد الجيم وضبطه بعضهم باسكانها وحكى القاضي الوجهين ونقل الاول عن الجمهور ورجح الثاني لوجود خرج اي قصد هذه الجهة قوله 0 جلس على بئر اريس وتوسط قفها ) اما اريس فبفتح الهمزة مصروف واما القف فبضم القاف وهو حافة البئر واصله الغليظ المرتفع من الارض قوله ( على رسلك ) بكسر الراء وفتحها لغتان
(15/171)

الكسر اشهر ومعناه تمهل وتأن قوله ( في ابي بكر وعمر رضي الله عنهما انهما دليا ارجلهما في البئر كما دلاهما النبي صلى الله عليه و سلم فيها هذا فعلاه للموافقه وليكون أبلغ في بقاء النبي صلى الله عليه و سلم على حالته وراحته بخلاف ما اذا لم يفعلاه فربما استحى منهما فرفعهما وفي هذا دليل للغة الصحيحة انه يجوز ان يقول دليت الدلو في البئر ودليت رجلي وغيرها فيه كما يقال أدليت قال الله تعالى فادلى دلوه ومنهم من منع الاول وهذا الحديث يرد عليه قوله ( فجلس وجاهتهم
(15/172)

بكسر الواو وضمها اي قبالتهم قوله ( قال سعيد بن المسيب فأولتها قبورهم ) يعني ان الثلاثة دفنوا في مكان واحد وعثمان في مكان بائن عنهم وهذا من باب الفراسة الصادقة
(