( باب من فضائل أم أيمن رضي الله عنها )
 
قوله [ 2453 ] ( انطلق رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أم أيمن فناولته اناء فيه شراب فلا أدري أصادفته صائما أو لم يرده فجعلت تصخب عليه وتذمر عليه ) قوله تصخب أي تصيح وترفع صوتها إنكارا لامساكه عن شرب الشراب وقوله تذمر هو بفتح التاء واسكان الذال المعجمة وضم الميم ويقال تذمر بفتح التاء والذال والميم أي تتذمر وتتكلم بالغضب يقال ذمر يذمر كقتل يقتل إذا غضب وإذا تكلم بالغضب ومعنى الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم رد الشراب عليها أما لصيام وإما لغيره فغضبت وتكلمت بالانكار والغضب وكانت تدل عليه صلى الله عليه و سلم لكونها حضنته وربته صلى الله عليه و سلم وجاء في الحديث أم أيمن أمي بعد أمي وفيه أن للضيف الامتناع من الطعام والشراب الذي يحضره المضيف إذا كان له عذر من صوم أو غيره مما هو مقرر في كتب الفقه قوله [ 2454 ] ( قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه و سلم لعمر رضي الله عنه انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم
(16/9)

يزورها ) فيه زيارة الصالحين وفضلها وزيارة الصالح لمن هو دونه وزيارة الانسان لمن كان صديقه يزوره ولاهل ود صديقه وزيارة جماعة من الرجال للمرأة الصالحة وسماع كلامها واستصحاب العالم والكبير صاحبا له في الزيارة والعيادة ونحوهما والبكاء حزنا على فراق الصالحين والاصحاب وإن كانوا قد انتقلوا إلى أفضل مما كانوا عليه والله اعلم