( باب من فضائل عبد الله بن سلام رضي الله عنه )
 
قوله [ 2483 ] ( عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال ما سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول لحي يمشي أنه في الجنة إلا لعبد الله بن سلام ) قد ثبت أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة إلى آخر العشرة وثبت أنه صلى الله عليه و سلم أخبر بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأن عكاشة منهم وثابت بن قيس وغيرهم
(16/41)

وليس هذا مخالفا لقول سعد فإن سعدا قال ما سمعته ولم ينف أصل الاخبار بالجنة لغيره ولو نفاه كان الاثبات مقدما عليه قوله [ 2484 ] ( عن قيس بن عباد ) بضم العين وتخفيف الباء قوله ( فصلى ركعتين فيها ثم خرج ) وفي بعض النسخ فصلى ركعتين فيهما ثم خرج وفي بعضها فصلى ركعتين ثم خرج فهذه الأخيرة ظاهرة وأما إثبات فيها أو فيهما فهو الموجود لمعظم رواة مسلم وفيه نقص وتمامه ما ثبت في البخاري ركعتين تجوز فيهما قوله ( ما ينبغي لأحد أن يقول مالا يعلم ) هذا إنكار من عبد الله بن سلام حيث قطعوا له بالجنة فيحمل على أن هؤلاء بلغهم خبر سعد بن أبي وقاص بأن بن سلام من أهل الجنة ولم يسمع هو ويحتمل أنه كره الثناء عليه بذلك تواضعا وإيثارا للخمول وكراهة للشهرة قوله ( فجاءني منصف ) هو بكسر الميم وفتح الصاد ويقال بفتح الميم أيضا وقد فسره في الحديث بالخادم والوصيف وهو صحيح قالوا هوالوصيف الصغير المدرك للخدمة قوله ( فرقيت هو ) بكسر القاف على اللغة المشهورة الصحيحة وحكي فتحها قال القاضي وقد جاء بالروايتين في
(16/42)

3 - مسلم والموطأ وغيرهما في غير هذا الموضع
(16/43)

قوله ( فاذا أنا بجواد عن شمالي ) الجواد جمع جادة وهي الطريق البينة المسلوكة والمشهور فيها جواد بتشديد الدال قال القاضي عياض وقد تخفف قاله صاحب العين قوله ( وإذا جواد منهج عن يميني ) أي طرق واضحة بينة مستقيمة والنهج الطريق المستقيم ونهج الامر وأنهج إذا وضح وطريق منهج ومنهاج ونهج أي بين واضح قوله ( فزجل بي ) هو بالزاي والجيم أي رمى بي والله اعلم
(16/44)