( باب من فضائل الانصار رضي الله عنهم
 
قوله [ 2505 ] ( بنو سلمة ) هو بكسر اللام قبيلة من الانصار قوله [ 2508 ] ( فقام نبي الله صلى الله عليه و سلم ممثلا ) هو بضم الميم الاولى واسكان الثانية وبفتح الثاء المثلثة وكسرها كذا روي بالوجهين وهما مشهوران قال القاضي جمهور الرواة بالفتح قال وصححه بعضهم قال ولبعضهم هنا وفي البخاري )
(16/67)

بالكسر ومعناه قائما منتصبا قال وعند بعضهم مقبلا وللبخاري في كتاب النكاح ممتنا بتاء مثناة فوق ونون من المنة أي متفضلا عليهم قال واختار بعضهم هذا وضبطه بعض المتقنين ممتنا بكسر التاء وتخفيف النون أي قياما طويلا قال القاضي والمختار ما قدمناه عن الجمهور قوله [ 2509 ] ( جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فخلا بها ) هذه المرأة إما محرم له كأم سليم وأختها وإما المراد بالخلوة أنها سألته سؤالا خفيا بحضرة ناس ولم تكن خلوة مطلقة وهي الخلوة المنهي عنها قوله صلى الله عليه و سلم [ 2510 ] ( الانصار كرشي وعيبتي ) قال العلماء معناه جماعتي وخاصتي الذين أثق بهم وأعتمدهم في اموري قال الخطابي ضرب مثلا بالكرش لانه مستقر غذاء الحيوان الذي يكون به بقاؤه والعيبة وعاء معروف أكبر من المخلاة يحفظ الانسان فيها ثيابه وفاخر متاعه ويصونها ضربها مثلا لانهم أهل سره وخفي أحواله قوله صلى الله عليه و سلم ( أن الناس سيكثرون ويقلون ) أي ويقل الانصار وهذا من المعجزات قوله صلى الله عليه و سلم ( فاقبلوا من محسنهم واعفوا عن مسيئهم ) وفي بعض الاصول عن سيئتهم والمراد بذلك فيما
(16/68)

سوى الحدود قوله صلى الله عليه و سلم [ 2511 ] [ 2512 ] ( خير دور الانصار ) أي خير قبائلهم وكانت كل قبيلة منها تسكن محلة فتسمى تلك المحلة دار بني فلان ولهذاجاء في كثير من الروايات بنو فلان من غير ذكر الدار قال العلماء وتفضيلهم على قدر سبقهم إلى الاسلام ومآثرهم فيه وفي هذا دليل لجواز تفضيل القبائل والاشخاص بغير مجازفة ولا هوى ولا يكون هذا غيبة قوله ( سمعت أبا أسيد خطيبا عند بن عتبة ) أما أسيد فبضم الهمزة على المشهور وحكى القاضي عن عبد الرحمن بن مهدي فتحها وهو شاذ ضعيف وخطيبا بكسر الطاء اسم فاعل وفي بعض النسخ خطبنا بفتحها فعل ماض قوله ( عند بن عتبة ) بالمثناة فوق هو الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عامل عمه
(16/69)

معاوية بن أبي سفيان على المدينة قوله ( خلفنا ) أي أخرنا فجعلنا آخر الناس وفي حديث جرير بن عبد الله وخدمته لأنس إكراما للانصار دليل لاكرام المحسن والمنتسب إليه وإن كان أصغر سنا وفيه تواضع جرير وفضيلته وإكرامه للنبي صلى الله عليه و سلم واحسانه إلى من انتسب إلى من أحسن إليه صلى الله عليه و سلم
(16/70)