( باب خيار الناس )
 
قوله صلى الله عليه و سلم [ 2526 ] ( تجدون الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا ) هذا الحديث سبق شرحه في فضائل يوسف صلى الله عليه و سلم وفقهوا بضم القاف على المشهور وحكى كسرها أي صاروا فقهاء وعلماء والمعادن الاصول وإذا كانت الاصول شريفة كانت
(16/78)

الفروع كذلك غالبا والفضيلة في الاسلام بالتقوى لكن اذا انضم اليها شرف النسب ازدادت فضلا قوله صلى الله عليه و سلم ( وتجدون من خير الناس في هذا الامر أشدهم له كراهية حتى يقع فيه ) قال القاضي يحتمل ان المراد به الاسلام كما كان من عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو وغيره من مسلمة الفتح وغيرهم ممن كان يكره الاسلام كراهية شديدة لما دخل فيه أخلص وأحبه وجاهد فيه حق جهاده قال ويحتمل أن المراد بالامر في ذي الوجهين هنا الولايات لانه إذا أعطيها من غير مسألة أعين عليها قوله صلى الله عليه و سلم في ذي الوجهين انه من شرار الناس فسببه ظاهر لانه نفاق محض وكذب وخداع وتحيل على اطلاعه على اسرار الطائفتين وهو الذي يأتي كل طائفة بما يرضيها ويظهر لها أنه منها في خير أو شر وهي مداهنة محرمة
(16/79)