( باب بيان معنى قوله صلى الله عليه و سلم على رأس مائة سنة لا يبقى )
 
نفس منفوسة ممن هو موجود الآن قوله صلى الله عليه و سلم [ 2537 ] ( أريتكم ليلتكم هذه فان على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الارض أحد قال بن عمر وانما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يبقى
(16/89)

ممن هو اليوم على ظهر الارض أحد يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن ) وفي [ 2538 ] [ 2539 ] [ 2538 ] رواية جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم قبل وفاته بشهر يقول ما من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة وهي حية يومئذ وفي رواية أبي سعيد مثله لكن قال النبي صلى الله عليه و سلم قال ذلك لما رجع من تبوك هذه الاحاديث قد فسر بعضها بعضا وفيها علم من اعلام النبوة والمراد أن كل نفس منفوسة كانت تلك الليلة على الارض لا تعيش بعدها اكثر من مائة سنة سواء قل امرها قبل ذلك أم لا وليس فيه نفي عيش أحد يوجد بعد تلك الليلة فوق مائة سنة ومعنى نفس منفوسة أي مولودة وفيه احتراز من الملائكة وقد احتج بهذه الاحاديث من شذ من المحدثين فقال الخضر عليه السلام ميت والجمهور على حياته كما سبق في باب فضائله ويتأولون هذه الاحاديث على انه كان على البحر لا على الارض أو انها عام مخصوص قوله ( فوهل الناس ) بفتح الهاء أي غلطوا يقال وهل بفتح الهاء يهل بكسرها وهلا كضرب يضرب ضربا أي غلط وذهب وهنه إلى خلاف الصواب وأما وهلت بكسرها أهل بفتحها وهلا كحذرت أحذر حذرا فمعناه فزعت والوهل بالفتح الفزع قوله ( ينخرم ذلك القرن ) أي ينقطع وينقضي قوله ( وعن عبد الرحمن صاحب السقاية عن جابر ) هو معطوف على قول معتمر بن سلمان سمعت أبي قال حدثنا أبو
(16/90)

ضرة ثم قال بعد تمام الحديث وعن عبد الرحمن فالقائل وعن عبد الرحمن هو سليمان والد
(16/91)

معتمر فسليمان يرويه باسناد مسلم إليه عن اثنين أبي نضرة وعبد الرحمن صاحب السقاية كلاهما عن جابر والله اعلم