( باب إستحباب خفض الصوت بالذكر إلافى المواضع التى ورد الشرع برفعه فيها كالتلبية وغيرها وإستحباب الاكثار من قول لاحول ولاقوة إلا بالله
 
[ 2704 ] قوله صلى الله عليه و سلم للناس حين جهروا بالتكبير أيها الناس اربعوا على أنفسكم انكم ليس )
(17/25)

تدعون أصم ولاغائبا أنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم اربعوا بهمزة وصل وبفتح الباء الموحدة معناه ارفقوا بأنفسكم واخفضوا أصواتكم فان رفع الصوت انما يفعله الانسان لبعد من يخاطبه ليسمعه وأنتم تدعون الله تعالى وليس هو بأصم ولاغائب بل هو سميع قريب وهو معكم بالعلم والاحاطه ففيه الندب إلى خفض الصوت بالذكر اذا لم تدع حاجة إلى رفعه فانه إذا خفضه كان أبلغ فى توقيره وتعظيمه فان دعت حاجةالى الرفع رفع كما جاءت به أحاديث وقوله صلى الله عليه و سلم فى هذه الرواية الأخرى الذى تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم هو بمعنى ما سبق وحاصله أنه مجاز كقوله تعالى ونحن أقرب إليه من حبل الوريد والمراد تحقيق سماع الدعاء قوله صلى الله عليه و سلم لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة قال العلماء سبب ذلك أنها كلمةاستسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالاذعان له وأنه لاصانع غيره ولاراد لأمره وأن العبد لايملك شيئا من الأمر ومعنى الكنز هنا أنه ثواب مدخر فى الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم قال أهل اللغة الحول الحركة والحيلة أى لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله تعالى وقيل معناه لا حول فى دفع شر ولا قوة فى تحصيل خير إلا بالله وقيل لا حول عن معصية الله إلا بعصمته ولاقوة على طاعته
(17/26)

إلا بمعونته وحكى هذا عن بن مسعود رضى الله عنه وكله متقارب قال أهل اللغة ويعبر عن هذه الكلمة بالحوقلة والحولقة وبالأول جزم الأزهرى والجمهور وبالثاني جزم الجوهرى ويقال أيضا لا حيل ولا قوة فى لغة غريبة حكاها الجوهرى وغيره
(17/27)



الموضوع التالي


باب الدعوات والتعوذ

الموضوع السابق


( باب التوبة