( باب فضل دوام الذكر والفكر فى أمور الآخرة والمراقبة وجواز ترك ذلك فى بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا
 
[ 2750 ] قوله ( قطن بن نسير ) بضم النون وفتح السين قوله ( عن حنظلة الأسيدى ) ضبطوه بوجهين أصحهما وأشهرهما ضم الهمزة وفتح السين وكسر الباء المشددة والثانى كذلك الا أنه باسكان الياء ولم يذكر القاضي الا هذا الثانى وهو منسوب إلى بنى أسيد بطن من بنى تميم قوله ( وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم ) هكذا هو فى جميع نسخ بلادنا وذكره القاضي )
(17/65)

عن بعض شيوخهم كذلك وعن أكثرهم وكان من أصحاب النبى صلى الله عليه و سلم وكلاهما صحيح لكن الأول أشهر فى الرواية وأظهر فى المعنى وقد قال فى الرواية التى بعد هذه عن حنظلة الكاتب قوله ( يذكرنا بالنار والجنة كانا رأى عين ) قال القاضي ضبطناه رأى عين بالرفع أى كأنا بحال من يراها بعينه قال ويصح النصب على المصدر أى نراها رأى عين قوله ( عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات ) هو بالفاء والسين المهملة قال الهروى وغيره معناه حاولنا ذلك ومارسناه واشتغلنا به أى عالجنا معايشنا وحظوظنا والضيعات جمع ضيعة بالضاد المعجمة وهى معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة وروى الخطابى هذا الحرف عانسنا بالنون قال ومعناه لاعبنا ورواه بن قتيبة بالشين المعجمة قال ومعناه عانقنا والأول هو المعروف وهو أعم قوله ( نافق حنظلة ) معناه أنه خاف أنه منافق حيث كان يحصل له الخوف فى مجلس النبى صلى الله عليه و سلم ويظهر عليه ذلك مع المراقبة والفكر والاقبال على الآخرة فاذا خرج اشتغل
(17/66)

بالزوجة والأولاد ومعاش الدنيا وأصل النفاق إظهار ما يكتم خلافه من الشر فخاف أن يكون ذلك نفاقا فأعلمهم النبى صلى الله عليه و سلم أنه ليس بنفاق وأنهم لا يكلفون الدوام على ذلك ساعة وساعة أى ساعة كذا وساعة كذا قوله ( فقلت يا رسول الله نافق حنظلة فقال مه ) قال القاضي معناه الاستفهام أى ما تقول والهاء هنا هي هاء السكت قال ويحتمل أنها للكف والزجر والتعظيم لذلك
(17/67)