( باب قوله تعالى إن الحسنات يذهبن السيئات
 
[ 2763 ] قوله فى الذى أصاب من امرأة قبلة فأنزل الله فيه ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) إلى آخر الحديث هذا تصريح بأن الحسنات تكفر السيئات واختلفوا فى المراد بالحسنات هنا فنقل الثعلبى أن أكثر المفسرين على أنها الصلوات الخمس واختاره بن جرير وغيره من الأئمة وقال مجاهد هي قول العبد سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ويحتمل أن المراد الحسنات مطلقاوقد سبق فى كتاب الطهارة والصلاة ما يكفر من المعاصى بالصلاة وسبق فى مواضع قوله تعالى وزلفا من الليل هي ساعته ويدخل فى صلاة طرفى النهار الصبح والظهر والعصر وفى زلفا من )
(17/79)

الليل المغرب والعشاء قوله ( أصاب منها دون الفاحشة ) أى دون الزنى فى الفرج قوله ( عالجت امرأة وانى أصبت منها ما دون أن أمسها ) معنى عالجها أى تناولها واستمتع بها والمراد بالمس الجماع ومعناه استمتعت بها بالقبلة والمعانقة وغيرهما من جميع أنواع الاستمتاع إلاالجماع قوله صلى الله عليه و سلم ( بل للناس كافة ) هكذا تستعمل كافة حال أي كلهم
(17/80)

ولا يضاف فيقال كافة الناس ولاالكافة بالألف واللام وهو معدود فى تصحيف العوام ومن أشبههم [ 2764 ] قوله ( أصبت حدا فأقمه على وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم له هل حضرت الصلاة معنا قال نعم قال قد غفرلك ) هذا الحد معناه معصية من المعاصى الموجبة للتعزير وهى هنا من الصغائرلأنها كفرتها الصلاة ولو كانت كبيرة موجبة لحد أو غير موجبة له لم تسقط بالصلاة فقدأجمع العلماء على أن المعاصى الموجبة للحدود لاتسقط حدودها بالصلاة هذا هو الصحيح فى تفسير هذا الحديث وحكى القاضي عن بعضهم أن المراد بالحد المعروف قال وانما لم يحده لأنه لم يفسر موجب الحد ولم يستفسره النبى صلى الله عليه و سلم عنه إيثارا للستر بل استحب تلقين الرجوع عن الاقرار بموجب الحد صريحا
(17/81)