( باب النهى عن الدخول على أهل الحجر إلامن يدخل باكيا
 
[ 2980 ] قوله ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأصحاب الحجر لاتدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن )
(18/110)

تكونوا باكين فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم ) فقوله قال لأصحاب الحجر أى قال فى شأنهم وكان هذا فى غزوة تبوك وقوله أن يصيبكم بفتح الهمزة أى خشية أن يصيبكم أو حذر أن يصيبكم كما صرح به فى الرواية الثانية وفيه الحث على المراقبة عند المرور بديار الظالمين ومواضع العذاب ومثله الاسراع فى وادى محسر لأن أصحاب الفيل هلكوا هناك فينبغى للمار فى مثل هذه المواضع المراقبة والخوف والبكاء والاعتبار بهم وبمصارعهم وأن يستعيذ بالله من ذلك قوله ( ثم زجر فأسرع حتى خلفها ) أى زجر ناقته فحذف ذكر الناقة للعلم به ومعناه ساقها سوقا كثيرا حتى خلفها وهو بتشديد اللام أى جاوز المساكن [ 2981 ] قوله ( فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فأمرهم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يهريقوا ما استقواويعلفوا
(18/111)

الابل العجين وأمرهم أن يستقوا من البئر التى كانت هناك تردها الناقة ) وفى رواية فاستقوا من بئارها أما الأبئار فباسكان الباء وبعدها همزة جمع بئر كحمل وأحمال ويجوز قلبه فيقال آبار بهمزة ممدوده وفتح الباء وهو جمع قلة وفى الرواية الثانية بئارها بكسر الباء وبعدها همزة وهو جمع كثرة وفى هذا الحديث فوائد منها النهى عن استعمال مياه بئار الحجر الابئر الناقة ومنها لو عجن منه عجينا لم يأكله بل يعلفه الدواب ومنها أنه يجوز علف الدابة طعاما مع منع الآدمى من أكله ومنها مجانبة آبار الظالمين والتبرك بآبار الصالحين