( باب حديث جابر الطويل وقصة أبى اليسر
 
[ 3006 ] قوله ( عن يعقوب بن مجاهد أبى حزرة ) هو بحاء مهملة مفتوحة ثم زاى ثم راء ثم هاء وأبو اليسر بفتح الياء المثناة تحت والسين المهملة واسمه كعب بن عمرو شهد العقبة وبدرا وهو بن عشرين سنة )
(18/133)

وهو آخر من توفى من أهل بدر رضى الله عنهم توفى بالمدينة سنة خمس وخمسين قوله ( ضمامة من صحف ) هي بكسر الضاد المعجمة أى رزمة يضم بعضها إلى بعض هكذا وقع فى جميع نسخ مسلم ضمامة وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ قال القاضي وقال بعض شيوخنا صوابه اضمامة بكسر الهمزة قبل الضاد قال القاضي ولايبعد عندى صحة ما جاءت به الرواية هنا كما قالوا صنارة واصنارة لجماعة الكتب ولفافة لما يلف فيه الشيء هذا كلام القاضي وذكر صاحب نهاية الغريب أن الضمامة لغة فى الاضمامة والمشهور فى اللغة اضمامة بالألف قوله ( وعلى أبى اليسر بردة ومعافرى ) البردة شملة مخططة وقيل كساء مربع فيه صغر يلبسه الاعراب وجمعه البرد والمعافرى بفتح الميم نوع من الثياب يعمل بقرية تسمى معافر وقيل هي نسبة إلى قبيلة نزلت تلك القرية والميم فيه زائدة قوله ( سفعه من غضب ) هي بفتح السين المهملة وضمها لغتان وباسكان الفاء أى علامة وتغير قوله ( كان لى على فلان بن فلان الحرامى ) قال القاضي رواه الأكثرون الحرامى بفتح الحاء وبالراء نسبة إلى بنى حرام ورواه الطبرى وغيره بالزاى المعجمة مع كسر الحاء ورواه بن ماهان الجذامى بجيم مضمومة وذال معجمة قوله ( بن له جفر ) الجفر
(18/134)

هو الذى قارب البلوغ وقيل هو الذى قوى على الأكل وقيل بن خمس سنين قوله ( دخل أريكة أمى ) قال ثعلب هي السرير الذي فى الحجلة ولايكون السرير المفرد وقال الأزهرى كل ما اتكأت عليه فهو أريكة قوله ( قلت آلله قال الله ) الأول بهمزة ممدودة على الاستفهام والثانى بلامد والهاء فيهما مكسورة هذا هو المشهور قال القاضي رويناه بكسرها وفتحها معا قال وأكثر اهل العربية لايجيزون غير كسرها قوله ( بصر عينى هاتين وسمع أذنى هاتين ) هو بفتح الصاد ورفع الراء وباسكان ميم سمع ورفع العين هذه رواية الأكثرين ورواة جماعة بضم الصاد وفتح الراء عيناى هاتان وسمع بكسر الميم أذناى هاتان وكلاهما صحيح لكن الاول أولى قوله ( واشار إلى مناط قلبه ) هو بفتح الميم وفى بعض النسخ المعتمدة نياط بكسر النون ومعناهما واحد وهو عرق معلق بالقلب [ 3007 ] قوله ( فقلت له يا عم لو انك أخذت بردة غلامك وأعطيته معافريك وأخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليك حلة وعليه حلة ) هكذا هو فى جميع النسخ
(18/135)

وأخذت بالواو وكذا نقله القاضي عن جميع النسخ والروايات ووجه الكلام وصوابه أن يقول أو أخذت بأولان المقصود أن يكون على أحدهما بردتان وعلى الآخر معافريان واما الحلة فهي ثوبان ازار ورداء قال أهل اللغة لا تكون إلا ثوبين سميت بذلك لأن أحدهما يحل على الآخر وقيل لا تكون إلا الثوب الجديد الذى يحل من طيه [ 3008 ] قوله ( وهو يصلى فى ثوب واحد مشتملابه ) أى ملتحفا اشتمالا ليس باشتمال الصماء المنهى عنه وفيه دليل لجواز الصلاة فى ثوب واحد مع وجود الثياب لكن الأفضل أن يزيد على ثوب عند الامكان وانما فعل جابر هذا للتعليم كما قال قوله ( أردت أن يدخل على الأحمق مثلك ) المراد بالأحمق هنا الجاهل وحقيقة الأحمق من يعمل ما يضره مع علمه بقبحه وفى هذا جواز مثل هذا اللفظ للتعزير والتأديب وزجر المتعلم وتنبيهه ولأن لفظة الأحمق والظالم قل من ينفك من الاتصاف بهما وهذه الألفاظ هي التى يؤدب بها المتقون والورعون من استحق التأديب والتوبيخ والاغلاظ فى القول
(18/136)

لأن ما يقوله غيرهم من ألفاظ السفه قوله ( عرجون بن طاب ) سبق شرحه قريبا وسبق أيضا مرات وهو نوع من التمر والعرجون الغصن قوله ( فخشعنا ) هو بالخاء المعجمة كذا رواية الجمهور ورواه جماعة بالجيم وكلاهما صحيح والأول من الخشوع وهو الخضوع والتذلل والسكون وأيضا غض البصر وأيضا الخوف وأما الثانى فمعناه الفزع قوله صلى الله عليه و سلم ( فان الله قبل وجهه ) قال العلماء تأويله أى الجهة التى عظمها أو الكعبة التى عظمها قبل وجهه قوله صلى الله عليه و سلم فان عجلت به بادرة ) أى غلبته بصقة أو نخامة بدرت منه قوله صلى الله عليه و سلم ( أرونى عبيرا فقام فتى من الحى يشتد إلى أهله فجاء بخلوق ) قال أبو عبيد العبير بفتح العين وكسر الموحدة عند العرب هو الزعفران وحده وقال الأصمعى هو أخلاط من الطيب تجمع بالزعفران قال بن قتيبة ولاأرى القول الاما قاله الأصمعى والخلوق بفتح الخاء هو طيب من أنواع مختلفة يجمع بالزعفران وهو العبير على تفسير الأصمعى وهو ظاهر الحديث فانه أمر باحضار عبير فأحضر خلوقا فلو لم يكن هو هو
(18/137)

لم يكن ممتثلا وقوله ( يشتد ) أى يسعى ويعدو عدوا شديدا فى هذا الحديث تعظيم المساجد وتنزيهها من الأوساخ ونحوها وفيه استحباب تطيبها وفيه إزالة المنكر باليد لمن قدر وتقبيح ذلك الفعل باللسان [ 3009 ] قوله ( فى غزوة بطن بواط ) هو بضم الباء الموحدة وفتحها والواو مخففة والطاء مهملة قال القاضي رحمه الله تعالى قال أهل اللغة هو بالضم وهى رواية أكثر المحدثين وكذا قيده البكرى وهو جبل من جبال جهينة قال ورواه العذرى رحمه الله تعالى بفتح الباء وصححه بن سراج قوله ( وهو يطلب المجدى بن عمرو ) هو بالميم المفتوحة واسكان الجيم هكذا فى جميع النسخ عندنا وكذا نقله القاضي عن عامة الرواة والنسخ قال وفى بعضها النجدى بالنون بدل الميم قال والمعروف الأول وهو الذى ذكره الخطابى وغيره قوله ( الناضح ) هو البعير الذى يستقى عليه وأما العقبة بضم العين فهي ركوب هذا نوبة وهذا نوبة قال صاحب العين هي ركوب مقدار فرسخين وقوله ( وكان الناضح يعقبه منا الخمسة ) هكذا هو فى رواية أكثرهم يعقبه بفتح الياء وضم القاف وفى بعضها يعتقبه بزيادة تاء وكسر القاف وكلاهما صحيح يقال عقبه واعتقبه واعتقبنا وتعاقبنا كله من هذا قوله ( فتلدن عليه بعض التلدن ) أى تلكأ وتوقف قوله ( شأ لعنك الله ) هو بشين معجمة بعدها همزة هكذا هو في نسخ بلادنا وذكر القاضي رحمه الله تعالى أن الرواة اختلفوا فيه فرواه بعضهم بالشين المعجمة كما ذكرناه وبعضهم بالمهملة قالوا وكلاهما كلمة زجر للبعير
(18/138)

يقال منهما شأشأت بالبعير بالمعجمة والمهملة اذا زجرته وقلت له شأ قال الجوهرى وسأسأت بالحمار بالهمز أى دعوته وقلت له تشؤ تشؤ بضم التاء والشين المعجمة وبعدها همزة وفى هذا الحديث النهى عن لعن الدواب وقد سبق بيان هذا مع الأمر بمفارقة البعير الذى لعنه صاحبه [ 3010 ] قوله ( حتى اذا كان عشيشية ) هكذا الرواية فيها على التصغير مخففة الياء الأخيرة ساكنة الأولى قال سيبويه صغروها على غير تكبيرها وكان أصلها عشية فأبدلوا من إحدى الياءين شينا قوله صلى الله عليه و سلم ( فيمدر الحوض ) أى يطينه ويصلحه قوله ( فنزعنا فى الحوض سجلا ) أى أخذنا وجبذنا والسجل بفتح السين واسكان الجيم الدلو المملوءة وسبق بيانها مرات قوله ( حتى أفهقناه ) هكذا هو فى جميع نسخنا وكذا ذكره القاضي عن الجمهور قال وفى رواية السمرقندى أصفقناه بالصاد وكذا ذكره الحميدى فى الجمع بين الصحيحين عن رواية مسلم
(18/139)

ومعناهما ملأناه قوله صلى الله عليه و سلم ( أتأذنان قلنا نعم ) هذا تعليم منه صلى الله عليه و سلم لأمته الآداب الشرعية والورع والاحتياط والاستئذان فى مثل هذا وان كان يعلم أنهما راضيان وقد أرصدا ذلك له صلى الله عليه و سلم ثم لمن بعده قوله ( فأشرع ناقته فشربت فشنق لها فشجت فبالت ) معنى أشرعها أرسل رأسها فى الماء لتشرب ويقال شنقها وأشنقبها أى كففتها بزمامها وأنت راكبها وقال بن دريد هو أن تجذب زمامها حتى تقارب رأسها قادمة الرحل وقوله فشجت بفاء وشين معجمة وجيم مفتوحات الجيم مخففة والفاء هنا أصلية يقال فشج البعير إذا فرج بين رجليه للبول وفشج بتشديد الشين أشد من فشج بالتخفيف قاله الأزهري وغيره هذا الذى ذكرناه من ضبطه هو الصحيح الموجود فى عامة النسخ وهو الذى ذكره الخطابى والهروى وغيرهما من أهل الغريب ذكره الحميدى فى الجمع بين الصحيحين فشجت بتشديد الجيم وتكون الفاء زائدة للعطف وفسره الحميدى فى غريب الجمع بين الصحيحين له قال معناه قطعت الشرب من قولهم شججت المفازة اذا قطعتها بالسير وقال القاضي وقع فى رواية العذرى فثجت بالثاء المثلثة والجيم قال ولامعنى لهذه الرواية ولالرواية الحميدى قال وأنكر بعضهم اجتماع الشين والجيم وادعى أن صوابه فشحت بالحاء المهملة من قولهم شحافاه اذا فتحه فيكون بمعنى تفاجت هذا كلام القاضي والصحيح ما قدمناه عن عامة النسخ والذى ذكره الحميدى أيضا صحيح والله أعلم قوله ( ثم جاء رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى الحوض فتوضأ منه ) فيه دليل لجواز الوضوء من الماءالذى
(18/140)

شربت منه الابل ونحوها من الحيوان الطاهر وأنه لا كراهة فيه وان كان الماء دون قلتين وهكذا مذهبنا قوله ( لها ذباذب ) أى أهداب وأطراف واحدها ذبذب بكسر الذالين سميت بذلك لأنها تتذبذب على صاحبها اذا مشى أى تتحرك وتضطرب قوله ( فنكستها ) بتخفيف الكاف وتشديدها قوله ( تواقصت عليها ) أى أمسكت عليها بعنقى وخبنته عليها لئلا تسقط قوله ( قمت عن يسار رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بيدي فأدارنى حتى أقامنى عن يمينه ثم جاء جبار بن صخر إلى آخره ) هذا فيه فوائد منها جواز العمل اليسير فى الصلاة وأنه لايكره اذا كان لحاجة فإن لم يكن لحاجة كره ومنها أن المأموم الواحد يقف على يمين الامام وان وقف على يساره حوله الامام ومنها أن المأمومين يكونان صفا وراء الامام كما لوكانوا ثلاثة أو أكثر هذا مذهب العلماء كافة إلا بن مسعود وصاحبيه فانهم قالوا يقف الاثنان عن جانبيه قوله ( يرمقنى ) أى ينظر إلى نظرا متتابعا قوله صلى الله عليه و سلم ( واذا كان ضيقا فاشدده على حقوك
(18/141)

هو بفتح الحاء وكسرها وهو معقد الازار والمراد هنا أن يبلغ السرة وفيه جواز الصلاة فى ثوب واحد وأنه اذا شد المئزر وصلى فيه وهو ساتر ما بين سرته وركبته صحت صلاته وان كانت عورته ترى من أسفله لو كان على سطح ونحوه فان هذا لايضره [ 3011 ] قوله ( وكان قوت كل رجل مناكل يوم تمرة فكان يمصها ) هو بفتح الميم على اللغة المشهورة وحكى ضمها وسبق بيانه وفيه ما كانوا عليه من ضيق العيش والصبر عليه فى سبيل الله وطاعته قوله ( وكنا نختبط بقسينا ) القسي جمع قوس ومعنى نختبط نضرب الشجر ليتحات ورقة فنأكله ( وقرحت أشداقنا ) أى تجرحت من خشونة الورق وحرارته قوله ( فأقسم أخطئها رجل منا يوما فانطلقنا به ننعشه فشهدنا له أنه لم يعطها فأعطيها ) معنى أقسم أحلف وقوله أخطئها أى فاتته ومعناه أنه كان للتمر قاسم يقسمه بينهم فيعطى كل انسان تمرة كل يوم فقسم فى بعض الأيام ونسى انسانا فلم يعطه تمرته وظن أنه أعطاه فتنازعا فى ذلك وشهدنا له أنه لم يعطها فاعطيها بعد الشهادة ومعنى ننعشه نرفعه ونقيمه من شدة الضعف والجهد وقال القاضي الأشبه عندى أن معناه نشد جانبه فى دعواه ونشهد له وفيه دليل لما كانوا عليه من الصبر وفيه جواز الشهادة على النفى فى المحصور الذى يحاط به [ 3012 ] قوله ( نزلنا
(18/142)

واديا أفيح ) هو بالفاء أى واسعا وشاطىء الوادى جانبه قوله ( فانقادت معه كالبعير المخشوش ) هو بالخاء والشين المعجمتين وهو الذى يجعل فى أنفه خشاش بكسر الخاء وهو عود يجعل فى أنف البعير اذا كان صعبا ويشد فيه حبل ليذل وينقاد وقد يتمانع لصعوبته فاذا اشتد عليه وآلمه انقاد شيئا ولهذا قال الذى يصانع قائده وفى هذا هذه المعجزات الظاهرات لرسول الله صلى الله عليه و سلم قوله ( حتى اذا كان بالمنصف مما بينهما لأم بينهما ) أما المنصف فبفتح الميم والصاد وهو نصف المسافة وممن صرح بفتحه الجوهرى وآخرون وقوله لأم بهمزة مقصورة وممدودة وكلاهما صحيح أى جمع بينهما ووقع فى بعض النسخ الام بالألف من غير همزة قال القاضي وغيره هو تصحيف قوله ( فخرجت أحضر ) هو بضم الهمزة واسكان الحاء وكسر الضاد المعجمة أى أعدو واسعى سعيا شديدا قوله ( فحانت منى لفتة ) اللفتة النظرة إلى جانب وهى بفتح اللام ووقع لبعض الرواة فحالت باللام والمشهور بالنون وهما بمعنى فالحين والحال
(18/143)

الوقت أى وقعت واتفقت وكانت قوله ( وأشار أبو إسماعيل ) وفى بعض النسخ بن إسماعيل وكلاهما صحيح هو حاتم بن إسماعيل وكنيته أبو إسماعيل قوله ( فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فانذلق فأتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا ) فقوله فحسرته بحاء وسين مهملتين والسين مخففة أى أحددته ونحيت عنه ما يمنع حدته بحيث صار مما يمكن قطعى الأغصان به وهو معنى قوله فانذلق بالذال المعجمة أى صار حادا وقال الهروى ومن تابعه الضمير فى حسرته عائد على الغصن أى خسرت غصنا من أغصان الشجرة أى قشرته بالحجر وأنكر القاضي عياض هذا على الهروى ومتابعية وقال سياق الكلام يأبى هذا لأنه حسره ثم أتى الشجرة فقطع الغصنين وهذا صريح في لفظه ولأنه قال فحسرته فانذلق والذي يوصف بالانذلاق الحجر لاالغصن والصواب أنه انما حسر الحجر وبه قال الخطابى واعلم أن قوله فحسرته بالسين المهملة هكذا هو فى جميع النسخ كذا هو فى الجمع بين الصحيحين وفى كتاب الخطابى والهروى وجميع كتب الغريب وادعى القاضي روايته عن جميع شيوخهم لهذا الحرف بالشين المعجمة
(18/144)

وادعى أنه أصح وليس كما قال والله أعلم قوله صلى الله عليه و سلم ( يرفه عنهما ) أى يخفف [ 3013 ] قوله ( وكان رجل من الانصار يبرد الماء لرسول الله صلى الله عليه و سلم فى أشجاب له على حمارة من جريد ) أما الاشجاب هنا فجمع شجب باسكان الجيم وهو السقاء الذى قد أخلق وبلى وصار شنا يقال شاجب أى يابس وهو من الشجب الذى هو الهلاك ومنه حديث بن عباس رضى الله عنهما قام إلى شجب فصب منه الماء وتوضأ ومثله قوله صلى الله عليه و سلم فانظر هل فى أشجابه من شيء وأما قول المازرى وغيره أن المراد بالأشجاب هنا الأعواد التى تعلق عليها القربة فغلط لقوله يبرد فيها على حمارة من جريد وأما الحمارة فبكسر الحاء وتخفيف الميم والراء وهى أعواد تعلق عليها أسقية الماء قال القاضي ووقع لبعض الرواة حمار بحذف الهاء ورواية الجمهور حمارة بالهاء وكلاهما صحيح ومعناهما ما ذكرنا قوله ( فلم أجد فيها الاقطرة فى عزلاء شجب منها لو أنى أفرغه
(18/145)

شربه يابسه ) قوله قطرة أى يسيرا والعزلاء بفتح العين المهملة وباسكان الزاى وبالمد وهى فم القربة وقوله شربه يابسه معناه أنه قليل جدا فلقلته مع شدة يبس باقى الشجب وهو السقاء لو أفرغته لأشنقه اليابس منه ولم ينزل منه شيء قوله ( ويغمزه بيديه ) وفى بعض النسخ بيده أى يعصره قوله صلى الله عليه و سلم ( ناد بجفنة فقلت يا جفنة الركب فأتيت بها ) أى ياصاحب جفنة الركب فحذف المضاف للعلم بأنه المراد وأن الجفنة لاتنادى ومعناه ياصاحب جفنة الركب التى تشبعهم أحضرها أى من كان عنده جفنة بهذه الصفة فليحضرها والجفنة بفتح الجيم [ 3014 ] قوله ( فأتينا سيف البحر فزخر البحر زخرة فألقى دابة فأورينا على شقها النار ) سيف البحر بكسر السين واسكان المثناة تحت هو ساحله وزخر بالخاء المعجمة
(18/146)

أى علا موجه وأورينا أوقدنا قوله ( حجاج عينها ) هو بكسر الحاء وفتحها وهو عظمها المستدير بها قوله ( ثم دعونا بأعظم رجل في الركب وأعظم جمل فى الركب وأعظم كفل فى الركب فدخل تحته ما يطأطىء رأسه ) الكفل هنا بكسر الكاف واسكان الفاء قال الجمهور والمراد بالكفل هنا الكساء الذى يحويه راكب البعير على سنامه لئلا يسقط فيحفظ الكفل الراكب قال الهروى قال الأزهرى ومنه اشتقاق قوله تعالى يؤتكم كفلين من رحمته أى نصيبين يحفظانكم من الهلكة كما يحفظ الكفل الراكب يقال منه تكفلت البعير وأكفلته اذا أدرت ذلك الكساء حول سنامه ثم ركبته وهذا الكساء كفل بكسر الكاف وسكون الفاء وقال القاضي عياض وضبطه بعض الرواة بفتح الكاف والفاء والصحيح الأول وأما قوله بأعظم رجل فهو بالجيم فى رواية الأكثرين وهو الأصح ورواه بعضهم بالحاء وكذا وقع لرواة البخارى بالوجهين وفى هذا الحديث معجزات ظاهرات لرسول الله صلى الله عليه و سلم والله أعلم
(18/147)