الاعتمادُ على تفسير الرُّؤيا على بعض الكتب المطبوعة التي تفسر الأحلام
 
2- الاعتمادُ على تفسير الرُّؤيا على بعض الكتب المطبوعة التي تفسر الأحلام:
- إنَّ كتبَ تفسير الأحلام يمكن أن يستفيد منها الإنسانُ في كيفية التَّفسير؛ أمَّا أن يفسّر من خلالها فلا شكَّ أنَّ هذا خطأٌ؛ لأنَّ الرُّؤَى والأحلامَ تَختلف باختلاف الأشخاص والزَّمان والمكان.
وقد أجاب الشَّيخُ ابن عثيمين- رحمه الله- لما سُئل عن كتب تفسير الأحلام فقال: إنِّي أنصح إخواني المسلمين ألَّا يقتنوا هذه الكتب، ولا يطالعوا فيها؛ لأنَّها ليست وحيًا منزَّلاً؛ وإنَّما هي رأي قد يكون صحيحًا وقد يكون غيرَ صحيح؛ ثمَّ إنَّ الرُّؤَى قد تتَّفق في رؤيتها وتختلف في حقيقتها بحسب مَن رآها وبحسب الزَّمن وبحسب المكان...(4).
وقال الشَّيخُ حمّود التُّويجريّ- رحمه الله: (وقد أُلِّف في تعبير الأحلام عدَّةُ مؤلَّفات؛ منها ما يُنسَب إلى ابن سيرين(5)، ومنها ما يُنسَبُ إلى غيره، ولا خيرَ في الاشتغال بها وكثرة النَّظَر فيها؛ لأنَّ ذلك قد يُشَوِّشُ الفكرَ وربَّما حصل من القلق والتنغيص من رؤية المنامات المكروهة، وقد يدعو بعض مَن لا علمَ لهم إلى تعبير الأحلام على وَفق ما يجدونه في تلك الكتب، ويكون من المتخرِّصين القائلين بغير علم؛ ولو كان ما قيل في تلك الكتب من التَّعبير صحيحًا ومطابقًا لكلِّ ما ذكروه من أنواع الرُّؤيا لكان المعبِّرون للرُّؤيا كثيرين جدًّا في كلِّ عصر ومصر؛ وقد عُلم بالاستقراء والتَّتَبُّع لأخبار الماضين من هذه الأمَّة أنَّ العالمين بتأويل الرُّؤيا قليلون جدًّا؛ بل إنَّهم في غاية النُّدرة في العلماء؛ فضلاً عن غير العلماء...) ص169 من كتاب الرُّؤيا..