تهاوُنُ البعض بشأن الرُّؤيا وتعبيرها
 
تهاوُنُ البعض بشأن الرُّؤيا وتعبيرها:
فمن الأشخاص مَن لا يتعامل مع ما يرى في منامه أو يُذْكَرُ له من رؤَى إلَّا بهذا المبدأ؛ (أضغاث أحلام)!! فَيَصف جميعَ الرُّؤَى المناميَّة بهذا الوصف، وربَّما رأى أنَّ التَّشاغُلَ بالرُّؤَى مضيعةٌ للوقت أو من العبث؛ وذلك بسبب جهله بالرُّؤَى وتعبيراتها؛ فنقول لهؤلاء: إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه و سلم بيَّن مكانةَ الرُّؤيا فقال- عليه الصَّلاةُ والسَّلام: «رؤيا المؤمن جزءٌ من ستة وأربعين جزءًا من النبوة»(12)، وقال صلى الله عليه و سلم عن الرُّؤيا في آخر الزَّمان أنَّه «إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب»(13). أخرجه مسلم.
وكان النبي صلى الله عليه و سلميسأل أصحابَه عمَّا رَأَوا في منامهم ويفسِّر لهم؛ قال القرطبيُّ في المفهم: (على الرَّائي أن يَعْتَني بها ويسعى في تفهُّمها ومعرفة تأويلها؛ فإنَّها إمَّا مبشِّرةٌ له بخير، أو محذرةٌ له من شَرٍّ؛ فإن أدرك تأويلَها بنفسه وإلَّا سأل عنها مَن له أهليَّةُ ذلك؛ وهو اللَّبيبُ الحبيبُ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه و سلم يقول إذا أصبح: «هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا فليقصها أعبرها له». فكانوا يقصُّون عليه ويعبُر(14).