الكذبُ في الرُّؤيا بقصد الدَّعوة إلى الله
 
الكذبُ في الرُّؤيا بقصد الدَّعوة إلى الله:
لقد بيَّن الرَّسولُ صلى الله عليه و سلم عقوبةَ مَن يكذب في رؤياه فقال عليه الصَّلاة والسلام: «من تحلم بحلم لم يره كُلِّف أن يَعقد بين شعيرتين ولن يفعل»(21).
فهذا الحديث يفيد تحريم الكذب في الرؤى والأحلام مطلقًا، ولا يُعْذَر في ذلك مَن يكذب في الرُّؤيا لأجل الدَّعوة إلى الله؛ كأن يَعْمَدَ إلى إنسان عاصٍ يريد بذلك هدايتَه ويقول له: رأيتُك تعذب في القبر. أو نحو ذلك من الأساليب؛ فكلُّ ذلك حرامٌ؛ لأنَّه لا سبيلَ إلى الدَّعوة إلى الله إلَّا بالطُّرُق المشروعة، والغايةُ لا تبرِّرُ الوسيلة؛ فلا يجوز لنا أن نستحدثَ طُرُقًا تخالف شرعَ الله، وليسعنا ما وسع السَّابقين فندعو إلى شرع الله بما شرَّع الله، ولسنا ملزَمين باستحداث الطُّرُق المحرَّمة لأجل دعوة الآخرين، ولو ظهر لنا إيجابيَّاتُها؛ لأنَّ سلبياتها ستكون أكثر، ويكفي زجرًا عن الكذب في الرُّؤيا قولُه صلى الله عليه و سلم: «من أفرى الفِرَى أن يُري عينَه ما لم ترَ»(22).