الجهل بأنواع الرُّؤى وعدمُ التَّفريق بينها
 
الجهل بأنواع الرُّؤى وعدمُ التَّفريق بينها:
ليس كلُّ ما يراه الإنسانُ في منامه يعتبر رؤيا صادقة؛ فقد بيَّنَ الرسولُ صلى الله عليه و سلم أنَّ الرُّؤَى أنواع؛ فلا تخلط بينها؛ قال صلى الله عليه و سلم: «... والرؤيا ثلاثة: فرؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرءُ نفسه...»(25).
قال صاحب كتاب (تعجيل السُّقيا في تعبير الرُّؤيا): فإن قلت: كيف أفرِّقُ بين هذه الثَّلاثة؟ وكيف أتأكَّد: هل من الله- عَزَّ وجَلَّ- أو من الشَّيطان أو حديث نفس؟
قلت: بقرائن في الرَّائي نفسَه وفي الرُّؤيا وفي وقتها وظروف الرُّؤيا وملابساتها؛ فإن كان الرَّائي من المؤمنين الصَّادقين فغالبُ ما يراه من الله- عَزَّ وجَلَّ؛ كما في الحديث: «أصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا»، وإن كان من الكفَّار أو المخلطين من أهل الإيمان فغالبُ ما يَرَوْنَه من التَّخليط وأضغاث الأحلام، وإن جاز أن يرى الكافر والفاسق الرُّؤيا الصَّادقة ولكن على وجه النُّدرة كما في قصَّة رؤيا الملك في سورة يوسف..
أمَّا الرُّؤيا الصَّادقة تكون واضحةَ المعالم ليس فيها تخليطٌ يتذكرها صاحبها كأنَّه عايَشَها؛ وهي إمَّا تبشيرٌ للمؤمن، وإمَّا أن تكون تحذيرًا من عدوٍّ أو خطر... والحلم الذي هو من وساوس الشيطان يكون غيرَ محدَّد المعالم، وفيه التَّخليطُ والتَّخويفُ والتَّحزينُ... ولا معنى محدَّد له، وليس فيه تبشيرٌ ولا تحذير؛ فإن نام وهو مشغولٌ بأمر ورآه في منامه فالغالبُ أنَّه حديثُ نفس.