قصُّ الرؤيا على مَن يكره أو على المتخرصين الذين لا علم لهم بتأويل الرُّؤيا
 
قصُّ الرؤيا على مَن يكره أو على المتخرصين الذين لا علم لهم بتأويل الرُّؤيا:
فقد ورد في الحديث: «لا تُقَصُّ الرُّؤيا إلَّا على عالم أو ناصح»(28).
وقال صلى الله عليه و سلم : «الرُّؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدُكم ما يُحبُّ فلا يحدِّث إلَّا مَن يحبُّ...»(29).
قال النَّوويُّ: (سببُه أنَّه إذا أخبر بها مَن لا يحبُّ ربَّما حمَلَه البُغضُ أو الحسدُ على تفسيرها بمكروه؛ فقد يقع على تلك الصِّفة، وإلَّا فيحصل له في الحال حزنٌ ونكدٌ من سوء تفسيرها، والله أعلم)(30).
وقد رَوَى ابنُ ماجه والحاكمُ وابن حبَّان والدَّارميّ وأحمد عن أبي رزين العقيليّ قال: قال صلى الله عليه و سلم : «الرُّؤيا على رِجِل ما لم تُعْبَر فإذا عبرت وقعت»(31).
قال الألبانيُّ: والحديثُ صريحٌ بأنَّ الرُّؤيا تقع على مثل ما تعبر، ولذلك أرشدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم : «أن لا نقصَّها إلا على ناصح أو عالم؛ لأنَّ المفروضَ فيها أن يختار أحسنَ المعاني في تأويلها فتقع على وفق ذلك؛ لكن ممَّا لا ريبَ فيه أنَّ ذلك مقيَّدٌ بما إذا كان التَّعبيرُ ممَّا تحتمله الرُّؤيا؛ ولو على وجه، وليس خطأً محضًا، وإلَّا فلا تأثيرَ له حينئذ، والله أعلم»(32).