تَصَوُّرُ البعض إمكانيَّة رؤية الرَّبِّ- سبحانه وتعالى- على حقيقته في المنام
 
َتَصَوُّرُ البعض إمكانيَّة رؤية الرَّبِّ- سبحانه وتعالى- على حقيقته في المنام:
سُئل الشَّيخُ ابنُ باز- رحمه الله: ما حكمُ مَن يَدَّعي أنَّه قد رأى ربَّ العزَّة في المنام؟ فأجاب بقوله: (ذكر شيخُ الإسلام ابنُ تيمية- رحمه الله- وآخرون أنَّه يمكن أن يرى الإنسان ربَّه في المنام؛ ولكن يكون ما رآه ليس هو الحقيقةَ؛ لأنَّ اللهَ لا يشبهه شيء- سبحانه وتعالى؛ قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ؛ فليس يُشْبهه شيءٌ من مخلوقاته؛ لكن قد يرى في المنام أنَّه يكلِّمه ربُّه، ومهما رأى من الصُّوَر فليست هي الله جلَّ وعلا؛ لأنَّ اللهَ لا يُشْبهه شيءٌ سبحانه وتعالى...
إلى أن قال: وأمَّا الرؤيا في النَّوم التي يدَّعيها الكثير من الناس فهي تختلف بحسب الرائي– كما قال شيخ الإسلام رحمه الله– بحسب صلاحهم وتقواهم؛ وقد يُخَيَّل لبعض الناس أنَّه رأى ربَّه وليس كذلك؛ فإنَّ الشيطانَ قد يُخَيِّل لهم ويوهمهم أنَّه ربُّهم؛ كما روي أنَّه تَخَيَّلَ لعبد القادر الجيلانيّ على عرش فوق الماء، وقال: أنا ربُّك وقد وضعت عنك التَّكاليف. فقال الشَّيخُ عبد القادر: اخسأ يا عدوَّ الله، لستَ بربِّي؛ لأنَّ أوامرَ ربِّي لا تسقط عن المكلّفين. أو كما قال رحمه الله.
والمقصودُ أنَّ رؤيةَ الله- عزَّ وجلَّ- يقظةً لا تحصل في الدُّنيا لأحد من الناس حتى الأنبياء عليهم الصَّلاةُ والسَّلام، كما تقدَّم في حديث أبي ذرّ، وكما دلَّ على ذلك قولُه- سبحانه وتعالى- لموسى- عليه الصَّلاة والسَّلام- لما سأل ربَّه الرُّؤيةَ؛ قال له: لَنْ تَرَانِي... الآية؛ لكن قد تَحْصُلُ الرُّؤية في المنام للأنبياء وبعض الصَّالحين على وجه لا يشبه فيها- سبحانه- الخلقَ كما تقدَّم في حديث معاذ رضي الله عنه، وإذا أمره بشيء يخالفُ الشَّرعَ فهذا علامةُ أنَّه لم يرَ ربَّه؛ وإنَّما رأى شيطانًا...)(42).