تزكية النفس وتزكية الغير من خلال الرؤى والأحلام
 
تزكية النفس وتزكية الغير من خلال الرؤى والأحلام:
إنَّ من الأخطاء أنَّك ترى من يَحكم على نفسه أو على غيره بأنَّه من أهل الجنة وأنَّه من أهل التَّقوى فيزكي نفسه ويزكي غيره؛ وبناءً على رؤى وأحلام قد تكون كاذبةً وقد تكون صادقةً فيصيبه العجب والغرور بما رأى أو رؤي فيه؛ متناسيًا وصيَّةَ الله لنا حين أوصانا بقوله- جلَّ وعلا: فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى، وتأمَّلْ أحوالَ السَّلَف في ذلك؛ فقد كان سفيان الثَّوريُّ يُثْني عليه النَّاسُ ولا يلتفت إلى ثنائهم؛ فربَّما أخبره بعضُ النَّاس ببعض المنامات الحسنة التي قد رآها النَّاس به فيُعرض ويقول: أنا أعلم بنفسي من أهل المنامات.
ولا مانعَ إن وافقت تلك الرُّؤيا صلاحًا هو يعلمه أن يتَّخذَها بشارةً يَستأنس بها، ولما دخل إبراهيمُ الحصريّ على أبي عبد الله أحمد بن حنبل وقال له: إنَّ أمِّي رأت بك كذا وكذا وذكرت الجنة. فقال أحمد بن حنبل: يا أخي؛ إنَّ سهلَ بنَ سلامة كان الناسُ يُخْبرونه بمثل هذا وخرج سهلٌ لسَفْك الدِّماء. ثمَّ قال: الرُّؤيا تَسُرُّ المؤمن ولا تَضُرُّه.