التساهل في تعبير الرؤيا بغير علم
 
التساهل في تعبير الرؤيا بغير علم:
قال الشَّيخُ السَّعديُّ أثناء كلامه عن الفوائد المستَنبَطة من قصَّة يوسف عليه السلام: وفيه أنَّ علمَ التَّعبير داخلٌ في الفتوى؛ فلا يحلُّ لأحد أن يَجزمَ بالتَّعبير قبل أن يعرف ذلك؛ كما ليس له أن يُفتي في الأحكام بغير علم؛ لأنَّ الله سمَّاها فتوى في هذه السُّورة. اهـ؛ فقد تُعبر الرُّؤيا خطأً وبغير علم؛ فيقع في نفس الرَّائي الكآبةُ والحزنُ، ولعلَّ من الحكم من نهي النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم عن قصِّ الرُّؤيا إلَّا لعالم أو معبِّر خشيةُ التَّلاعُب في تعبيرها.
وقال الإمامُ مالك فيما حكاه ابنُ عبد البَرِّ أنَّه سئل: أَيَعْبر الرُّؤيا كلُّ أحد؟ فقال: أبالنُّبوَّة يلعب؟ ثم قال: الرُّؤيا جزءٌ من النُّبُوَّة فلا يلعب بالنبوة.
قال ابنُ حجر: لم يَرد أنَّها نبوَّةٌ باقيةٌ؛ إنَّما أراد أنَّها لما أشبهت النُّبوَّة من جهة الاطِّلاع على بعض الغيب لا ينبغي أن يتكلَّمَ فيها بغير علم (59).
وذكر ابنُ عبد البَرِّ عن هشام بن حسَّان أنَّه قال: كان ابنُ سيرين يسأل عن مئة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء إلَّا أنَّه يقول: اتَّق الله وأحسن في اليقظة؛ فإنَّه لا يَضُرُّك ما رأيتَ في النَّوم. وكان يُجيب من خلال ذلك ويقول: إنَّما أجيب بالظَّنِّ والظَّنُّ يخطئ ويصيب.