تفسير الرؤيا بدون معرفة حال الرائي
 
تفسير الرؤيا بدون معرفة حال الرائي:
ليس كلُّ مَن رَأَى أنَّ ضرسَه انخلع يعني وفاة أحد أبنائه، أو أنَّ البحرَ يدلُّ على كذا وكذا... وذلك لأنَّ الرُّؤَى تختلف باختلاف الأحوال والأشخاص؛ فقد تكون الرُّؤيا واحدةً، ولكن يختلف تفسيرُها من شخص إلى شخص؛ قال القرطبيُّ: (وبالجملة: فالمعتَبَرُ في أعظم أصول العبارة(60) النَّظَرُ إلى أحوال الرائي واختلافها؛ فقد يرى الرَّائيان شيئًا واحدًا ويدلُّ في حقِّ أحدهما على خلاف ما يدلُّ عليه في حقِّ الآخر)(61).
ومن الأمثلة التي تُبَيِّنُ ذلك ما ذُكر عن ابن سيرين- رحمه الله- أنَّه سألَه رجلٌ فقال: رأيتُ في المنام كأنِّي أُؤَذِّن. قال ابنُ سيرين: تحجّ. وسأله آخرُ أنَّه رَأَى في المنام أنَّه يؤذِّن فأوَّله بقطع يده في السَّرقة، فقيل له في التأويلين فقال: رأيتُ الأَوَّلَ عليه سيماء حسنة فأَوَّلْتُ قولَه سبحانه وتعالى: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ، ولم أرض هيئةَ الثَّاني فأَوَّلتُ قوله- سبحانه وتعالى: ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ...(62).