الخوفُ الشَّديدُ من الأحلام المزعجة والمبالَغة في ذلك
 
الخوفُ الشَّديدُ من الأحلام المزعجة والمبالَغة في ذلك:
فالمؤمنُ يَجب أن يقوِّي إيمانَه ولا يجعل بعض الأحلام التي هي من الشَّيطان مصدرَ قلق وإزعاج في حياته، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه و سلم إلى العلاج الذي ينجو به العبدُ من تلك المخاوف النَّاتجة من تلك الأحلام الشَّيطانيَّة المزعجة؛ فَرَوَى البخاريُّ ومسلم عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: «الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم الحلم يكرهه، فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه فلن يضره».
قال أبو سلمة: إن كنتُ لأرى الدُّنيا تمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول... الحديث.
وفي رواية أنَّ أبا سَلَمَة قال: إن كنتُ لأَرَى الرُّؤيا هي أثقل عليَّ من الجبل، فلما سمعت هذا الحديث فما كنت أباليها (63)؛ فكم من شخص يرى في منامه رؤيا تضطرب لها حواسُّه ويخاف منها خوفًا شديدًا فإذا بها خيرٌ له؛ فقد يرى في منامه أنَّه مات فيكون تفسيرُ ذلك أنَّه يتوب ويعود إلى الله سبحانه، أو يرى أنه ينكح إحدى محارمه فيكون تفسيرها أنه يصلهم وهكذا.
ولما سأل أحدُ الأشخاص الشَّيخ ابن باز- رحمه الله- عن حلم مزعج متكرِّر أجاب سماحتُه فقال: ثَبَتَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه و سلم أنَّه قال: «الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاثًا، وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاثًا، ثم ينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره ولا يخبر بها أحدًا»؛ فهذا الحديثُ الصَّحيح فيه راحةٌ للمؤمن إذا رأى ما يَكره، وهكذا المؤمنةُ إذا رأت ما تكره، وهو بحمد الله دواءٌ عظيم مُيَسَّرٌ؛ فعليك يا أخي أن تعمل بذلك، عليك أن تطمئنَّ وتريحَ قلبَك ونفسَك بهذا الدَّواء النَّبويّ العظيم، وفَّقَ اللهُ الجميعَ(64).