عدم التفريق بين الرؤيا والحلم
 
عدم التفريق بين الرؤيا والحلم:
فكثيراً ما يخلط البعضُ بين الرؤيا والحلم مع أنَّ لكلٍّ منهما أحكامًا وآدابًا تخصُّها، والفرق بينهما أخبر عنه النبي صلى الله عليه و سلم كما في الصَّحيحين عن أبي قتادة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه و سلم يقول: «الرُّؤيا من الله والحلم من الشَّيطان، فإذا رأى أحدُكم شيئًا يَكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوَّذ بالله من شرها؛ فإنَّها لن تضرَّه إن شاء اللهُ»(66).
قال ابنُ الأثير: (الرُّؤيا والحلم عبارة عمَّا يراه النَّائمُ في نومه من الأشياء؛ لكن غَلَبَت الرُّؤيا على ما يراه من الخير والشَّيء الحسن، وغلب الحُلمُ على ما يراه من الشَّرِّ والقبيح، ويستعمل كلُّ واحد منهما موضعَ الآخر)(67). اهـ.
ومن الفروق التي بين الرُّؤيا الصَّالحة وبين الحلم الذي هو من الشَّيطان أنَّ التي من الشَّيطان تجدها على صفة مستحيلة؛ بأن يرى شيئًا من المحالات وقوعه؛ كما جاء في حديث الرَّجل الذي قال للنَّبيِّ صلى الله عليه و سلم : إنِّي رأيتُ رأسي قُطع وأنا أتبعه. فقال صلى الله عليه و سلم : «علام يخبر أحدُكم بتلاعب الشَّيطان في منامه»(68)، وهذه هي التي وردت في الحديث بأنَّها تحزينٌ من الشَّيطان.
أمَّا الرُّؤيا فإنَّها منتظمةٌ في أحداثها وليست مستحيلةَ الوقوع، وفي الغالب أنَّها تكون لمن نام على طهارة وقرأ أذكارَ النَّوم، وإن كان ذلك ليس لازمًا.