الفصل الثامن في فضل العبادة بالليل
 
يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً نِصْفَهُ أَو انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً

56


إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً
(المزمل: 1ـ6) وقال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً (الإسراء: 79) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً (الدهر: 26)
50- وفي الصحيحين عن أَبي هريرة، رضي الله عنه عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "يَنْزِلُ رَبُّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ مِنَ الآخِرِ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فأَسْتَجِيبَ لَهُ وَمَنْ يَسْأَلُني فأُعْطِيَهُ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُني فأَغْفِرَ لَهُ".
51- وعَنْ عَمرو بن عَبَسَةَ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ الله

57


صلى الله عليه وسلم، يقول: "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ في جَوْفِ اللَّيْلِ الأَخِيرِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ" قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
52- وَقَال جابر: سَمِعْتُ النَّبِي، صلى الله عليه وسلم يقول: "إِنَّ في اللَّيْلِ سَاعَةً لاَ يُوافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ، عَزَّ وجَلَّ، خيْراً مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَذلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ" خرجه مسلم.