الفصل السادس عشر في الدعاء في الصلاة وبعد التشهد
 
96- قال أَبو هريرة: رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ الأَخِيرِ فَلْيَتَعَوَّذْ باللهِ مِنْ أَرْبع مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَمِنْ عَذَابِ جَهَنَّم وَمن فتنة الْمحيَا وَالْمَمَاتِ وَمِن شَرِّ الْمَسيح الدَّجَّالِ".
97- وَعَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، أَنَّ رَسُول الله

82


صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو في الصَّلاَةِ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسيح الدَّجَّالِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمحيا وَالممات اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ المأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ" فَقَالَ له قَائِلٌ: ما أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمغْرمِ؟ فقال: "إِنَّ الرَّجُل إِذَا غَرِمَ حَدَّثَ فَكَذَبَ ووعد فَأَخْلَف".
98- وَعَنْ عَبْدِ الله بنِ عَمْروٍ، رضي الله عنهُما أَن أَبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ، رضي الله عنه، قال لرسول الله، صلى الله عليه وسلم: عَلِّمْني دُعَاءً أَدْعُو به في صلاتي قال: "قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمَاً كَثِيراً وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ

83


وَارْحَمْني إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ". متفق عليه.
99- وفي حديث علي، رضي الله عنه، عن صفة صلاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه كان يقول آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قدمت وما أَخرت وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي أَنْتَ الْمُقَدِّم وأَنْتَ الْمُؤخِّر لاَ إِله إِلاَّ أَنْتَ". أَخرجه مسلم.
100- وَفِي سُننِ أَبي دَاودَ أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، قالَ لِرَجُلٍ: "كَيْفَ تَقُولُ في الصلاة؟" قال: أَتَشَهَّدُ وأَقُولُ: اللَّهُمَّ إِني أَسْأَلُك الْجَنَّة وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ أَمَّا

84


إِني لاَ أُحْسِنُ دَنْدَنَتَكَ وَلاَ دَنْدَنَةَ مُعَاذٍ. فقال النَّبي، صلى الله عليه وسلم: "حولها ندَنْدِنُ(8)".
101- وَعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، رضي الله عنه، أَنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كانَ يقول في صلاته: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْألُكَ الثَّبَاتَ في الأَمْرِ والْعَزِيمَةَ على الرُّشدِ وَأَسْأَلُكَ. شُكْرَ نِعْمَتِكَ وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ وَأَسْأَلُكَ قَلْباً سَلِيماً وَلِسانَاً صادِقاً وَأَسْأَلُكَ من خيرِ ما تَعْلَمُ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَم إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ" خرجه الترمذي والنسائي.

85


102- وَعَنْ عَطَاءِ بنِ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ قال: صَلَّى بِنَا عَمَّارُ بن يَاسِر، رضي الله عنه صلاةً فَأَوْجَزَ فقالَ له بَعْضُ الْقَوْمِ: لَقَدْ خَفَّفْتَ أَوْ أَوْجَزْتَ الصَّلاَةَ. فَقَالَ: أَمَّا على ذَلِكَ فَقَدْ دَعَوْتُ بِدَعَوَاتٍ سَمِعْتُهُنَّ من رسول الله، صلى الله عليه وسلم. فَلَما قام تَبِعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَسَأَلَهُ عن الدُّعاءِ فَقَالَ: "اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ على الْخَلْقِ أَحْيِني ما عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْراً لِي وَتَوفَّني إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْراً لِي اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ في الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَأَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ في الْغَضبِ وَالرِّضَا وَأَسْأَلُكَ الْقَصدَ في الْفَقْرِ والْغِنى وَأَسْأَلُكَ

86


نَعِيماً لاَ يَنْفَدُ وَأَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطع وَأَسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ وَأَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ(9) بعد الْمَوتِ وَأَسْأَلكَ لَذَّةَ النَّظرِ إِلى وَجْهِكَ والشَّوْقَ إِلى لِقَائِكَ في غيرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينةِ الإِيْمانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ" خرجه النسائي.