الفصل السابع عشر فيما يقال أدبار السجود
 
103- قال ثوْبانُ: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إِذا انصرف من صلاتِهِ استغفر الله ثلاثاً وقالَ: "اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ

87


السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرام" خرجه مسلم.
104- وَعَن المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا فَرَغَ مِنَ الصلاَةِ قال: "لا إِلهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لما أَعْطَيْتَ وَلاَ مُعْطِي لِمَا مَنَعْتَ وَلاَ رَادَّ لما قَضَيْتَ وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ" متفق عليه.
105- وَعن عبد الله بن الزُّبَيْر، رضي الله عنهما أَنه كانَ يقول دُبر كلِّ صلاةٍ حين يسَلِّمُ: "لا إِلهَ إِلا الله وَحْدَهُ لا شريكَ لَهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ على كلِّ شَيءٍ

88


قَدِيرٌ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ لاَ إِلهَ إِلاَّ الله وَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لا إِله إِلاَّ الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" قَالَ ابن الزبير، رضي الله عنهما أَنَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ. خرجه مسلم.
106- وَعَنْ أَبي هريرة، رَضي الله عنه، أَنَّ فقراءَ المَهاجِرِينَ أَتوْا رسول الله، صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهلُ الدُّثُورِ بالدَّرَجَاتِ العلاَ والنعيمِ الْمُقِيم يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي وَيَصومُونَ كَمَا نَصومُ وَلَهُمْ فضْلٌ منْ أَمْوَالٍ يَحُجُّونَ بها وَيَعْتَمِرُونَ وَيُجَاهِدُونَ

89


وَيَتَصَدَّقُونَ. فقال: "أَلاَ أُعَلِّمُكم شَيْئاً تُدْرِكُونَ بِهِ منْ سَبَقَكُمْ وَتَسْبِقُونَ بِهِ مَنْ بَعْدَكُمْ وَلاَ يَكُونُ أَحدٌ أَفْضَلَ مِنْكُمْ إِلا من صَنَعَ مثْلَ مَا صَنَعْتُمْ؟" قالوا: بلَى يا رسول الله. قال: "تُسَبِّحُونَ وَتَحْمُدُونَ وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثلاثاً وَثَلاثِينَ". قالَ أَبُو صالح: يقول: سُبْحَانَ اللهِ والْحَمْدُ لله والله أَكْبر حتى يكون مِنْهُنَّ كلِّهِنَّ ثَلاَثَاً وَثَلاَثِينَ. متفق عليه.
107- وعنه أيضاً عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: "مَنْ سَبَّحَ اللهَ في دبرِ كُلِّ صَلاَةٍ ثلاثاً وثلاثينَ وَحمد الله ثلاثاً وثَلاَثِينَ وَكبَّرَ الله ثَلاَثاً وثلاثين وقَال

90


تمامَ الْمائَةِ لاَ إِله إِلاَّ الله وَحده لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلكُ وَلَهُ الْحمدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، غُفِرَتْ خَطَايَاهُ وَإِنْ كانَتْ مِثْلَ زَبِدِ الْبَحْرِ" خرجه مسلم.
108- وَعن عبدِ الله بن عَمْروٍ، رضي الله عنهما عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "خصلَتَانِ أَو خَلَّتانِ لاَ يحَافِظُ عَلَيْهما عَبْدٌ مُسْلم إِلاَّ أَدْخله الله الجَنَّةَ وَهُمَا يسيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ، يُسَبِّحُ اللهَ في دُبرِ كُلِّ صلاَةٍ عَشراً وَيحمدُهُ عَشراً وَيُكبره عشْراً وَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمائةٌ(10) باللِّسَانِ وأَلْفٌ وَخمسمائَةٍ في الميزانِ وَيكبر أَربعاً وَثَلاَثِينَ

91


إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَيحْمَدُ ثلاثاً وثلاثين وَيُسَبِّحُ ثَلاَثاً وَثَلاثِينَ فَذلِكَ مائةٌ بِاللِّسانِ وأَلْفٌ في الميزَان" قال: وَقَدْ رَأَيْتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يَعْقِدُهَا بِيَدِهِ. قالوا: يا رسول الله كَيْفَ همَا يَسيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بهما قَلِيلٌ؟ قال: "يَأْتِي أَحَدَكُمْ ـ يعني الشَّيْطَانُ ـ في مَنَامِهِ فينَوِّمه قبلَ أَنْ يَقُولَ وَيَأْتِيهِ في صَلاَتِه فيذَكِّرَهُ حاجَةً قبل أَنْ يقولَهَا" خرجه أَبو داود والنَّسائِي والترمذي.
109- وخَرَّجُوا عن عقْبَةَ بن عَامِرٍ قالَ: "أَمَرَنِي رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنْ أَقْرَأَ الْمُعَوِّذَتين دُبرَ كُلِّ صَلاَةٍ".
110- وَعن أَبي أُمامة، رضي الله عنه، قال: قيل

92


لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَيُّ الدُّعَاءِ أَسْمَعُ؟ قال: "جَوْفَ اللَّيْلِ الأَخِيرِ وَدُبُر كلِّ الصَّلَواتِ الْمَكْتُوبَاتِ" وقالَ الترمذي: حديث حسن.
111- وعن مُعَاذ بن جبل، رضي الله عنهُ، أَنَّ رَسُولَ الله، صلى الله عليه وسلم، أَخَذَ بِيَدِهِ وَقَالَ: "يَا مُعَاذ والله إِنِّي لأُحِبُّكَ فَلاَ تَدَعَنَّ في دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ أَنْ تَقول: اللَّهُمَّ أَعِنِّي على ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ" خرجه أَبو داود والنسائي.