الفصل الرابع عشر فيما يصاب به المؤمن
 
قال الله تعالى: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيْبَةٌ قالُوا إِنَّا للهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (البقرة: 156، 157)

109


137- وَيُذْكَرُ عَنْ أَبي هُرَيْرَة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "ليسْتَرْجعْ(14) أَحَدُكُم في كُلِّ شيءٍ حتى في شِسْعِ(15) نَعلِهِ فإِنها مِنَ الْمَصائِبِ".
138- وَقَالَت أُمُّ سَلَمَة، رضي الله عنها: سَمِعْتُ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقولُ: "مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصيبَةٌ فَيقول إِنَّا لله وإِنَّا إِلَيْه راجعونَ اللهُمَّ أَجِرْني في مُصِيبَتي وَأَخْلِفْ لي خَيْراً منها إِلا آجَرَهُ الله في مصيبته وأَخْلَفَ لَه خَيْراً مِنْهَا" قالت: فلما توفي أَبو سَلَمَةَ قُلْتُ كما أَمَرَنِي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فَأَخْلَفَ الله تَعَالى

110


لي خيراً منه رسول الله، صلى الله عليه وسلم أَخرجه مسلم.
139- وَقَالَتْ أُم سَلَمَة، رضي الله عنها: دَخَلَ رَسُولُ الله، صلى الله عليه وسلم، على أَبي سَلَمَة وَقد شَقَّ بصرُهُ فأَغْمَضَهُ ثم قالَ: "إِنَّ الرُّوح إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ" فَصَاحَ ناسٌ مِنْ أَهْلِهِ فقال: "لاَ تَدْعوا على أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بخَيْر فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ ـ ثم قال ـ اللهُمَّ اغْفِر لأَبي سَلَمَة وَارفع درجته في الْمَهدِيينَ واخْلُفْهُ في عَقِبهِ في الْغابِرينَ واغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَب الْعَالمين وافْسَحْ له قبره وَنَوِّر له فيه" خرجه مسلم.

111