أركان الإسلام : الصوم
 
أما الرابع فقد قال: ((وصوم رمضان)): ورمضان شهر بين شعبان وشوال، وسمي رمضان بهذا الاسم، قيل: لأنه عند أول تسمية الشهور صادف أنه كان في شدة الرمضاء والحر فسمي رمضان. وقيل: لأنه تُطفأ به حرارة الذنوب، لأن الذنوب حارة: و((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) (260) والمهم أن هذا الشهر معلوم للمسلمين، ذكره الله- سبحانه وتعالى- باسمه في كتابه فقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ [البقرة: 185]، ولم يذكر الله اسما لشهر من الشهور سوى هذا الشهر. وصيام رمضان ركن من أركان الإسلام لا يتم الإسلام إلا به، ولكنه لا يجب إلا على من تمت فيه الشروط الآتية: أن يكون مسلما، وأن يكون بالغا، وعاقلا، قادرا، مقيما، سالما من الموانع. هذه ستة شروط. - فإن كان صغيرا لم يجب عليه الصوم،إن كان مجنونا لم يجب عليه الصوم، إن كان كافرا لم يجب عليه الصوم، إن كان عاجزا فعلى قسمين:
أ- إن كان عجزه يرجى زواله كالمرض الطارئ أفطر، ثم قضى أياما بعدد ما أفطر.
ب- وان كان عجزًا لا يرجى زواله كالكبر والأمراض التي لا يرجى برؤها فإنه يطعم عن كل يوم مسكينا.
- و((مقيما)) ضده المسافر، فالمسافر ليس عليه صوم، ولكنه يقضي من أيام أُخر.
-((سالما من الموانع)) احترازا من الحائض والنفساء، فإنهما لا يجب عليهما الصوم، بل ولا يجوز أن تصوما، ولكنهما تقضيان. وصوم رمضان يكون بعدد أيامه، إما تسعة وعشرين، وإما ثلاثين حسب رؤية الهلال، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) (261) عدة شعبان إن كان في أول الشهر، وعدة رمضان إن كان في آخر الشهر.



(260) أخرجه البخاري، كتاب الإيمان، باب صوم رمضان احتسابًا من الإيمان، رقم(38)، ومسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الترغيب في قيام رمضان وهو التراويح، رقم(760) .
(261) أخرجه مسلم، كتاب الصيام، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال و الفطر لرؤية الهلال، رقم(1081)، وأخرج نحوه البخاري بلفظ: ((صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته، فإن غُمّي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين))، البخاري ، كتاب الصوم، باب قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((إذا رأيتم الهلال فصوموا، و إذا رأيتموه فأفطروا)) . رقم(1909) .