أركان الإسلام : الحج
 

الركن الخامس: ((حج البيت)) وهو بيت الله سبحانه وتعالى- أي: قصده لأداء المناسك التي بيَّنها الله سبحانه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. فحج البيت أحد أركان الإسلام، ومن حجِّ البيت العمرة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سماها حجا أصغر. ولكن له شروط، منها البلوغ، والعقل، والإسلام، والحرية، والاستطاعة، خمسة شروط! فإذا اختلَّ شرط واحد منها فإنه لا يجب. ولكن العجز عن الحج إن كان بالمال فإنه لا يجب عليه، لا بنفسه ولا بنائبه. وإن كان بالبدن: فإن كان عجزا يرجى زواله انتظر حتى يعافيه الله ويزول المانع، وإن كان لا يرجى زواله كالكبر، فإنه يلزمه أن ينيب عنه من يأتي بالحج، لأن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ((إن أبي أدركته فريضة الله على عباده شيخا لا يثبت على الراحلة، أفأحج عنه)) قال: (( نعم)) (262) . فأقرَّها النبي صلى الله عليه و سلم . على أنها سمَّت هذا فريضة مع أنه لا يستطيع ، لكنه قادر بماله، فقال النبي عليه الصلاة و السلام: ((حُجِّي عنه)) ! هذه خمسة أركان هي أركان الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمداً رسول الله، و إقام الصلاة، و إيتاء الزكاة، و صوم رمضان، و حجُّ بيت الله الحرام. فقال جبريل للنبي صلى الله عليه و سلم لما أخبره بذلك، قال له: ((صَدَقْتَ)) . قال عمر: ((فعجبنا له يسأله و يصدقه)) لأن الذي يصدق الشخص بقوله يعني أن عنده علما من ذلك. فعجبنا كيف يسأله ثم يقول صدقت. و السائل إذا أجيب يقول فهمت، لا يقول صدقت، لكن جبريل- عليه الصلاة و السلام- عنده علم من هذا، و لهذا قال: ((صدقت)).



(262) أخرجه البخاري، كتاب الحج، باب وجوب الحج و فضله، رقم (1513)، ومسلم ، كتاب الحج، باب الحج على العاجز لزمانه و هرم و نحوهما أو للموت، رقم (1334،1335) .