82- التاسع: عن أم المؤمنين أم سلمة، واسمها هندُ بنت أبي أُميَّة حُذيفة المخزوميَّة، رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله، توكَّلت على الله، اللهم إني أعوذ بك أن أَضِلَّ أو أُضَلَّ، أو أزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أظلِم أو أُظْلم، أو أَجْهَل أو يُجهَلَ عليَّ)))334) حديث صحيح رواه أبو داود، والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح وهذا لفظ أبي داود. 83- العاشر: عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قال- يعني إذا خرج من بيته- بسم الله توكَّلت على الله، ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا بالله، يُقال له: هُديتَ وكُفيتَ ووُقيتَ، وتَنَحَّى عنه الشيطان)))335) رواه أبو داود والترمذي، والنسائي وغيرهم. وقال الترمذي: حديث حسن، زاد أبو داود: (( فيقول: - يعني الشيطان - لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ؟)).
 
الشاهد من هذا الحديث قوله: ((بسم الله توكَّلت على الله)) فإن في هذا دليلا على أن الإنسان ينبغي له إذا خرج من بيته، أن يقول هذا الذِّكر، الذي منه التَّوكل على الله والاعتصام به، لأن الإنسان إذا خرج من بيته فهو عرضة لأن يصيبه شيء، أو يعتدي عليه حيوان، من عَقرب أو حيَّة أو ما أشبه ذلك، فيقول: ((بِسمِ اللهِ توكَّلتُ على الله)) وَسَبَقَ لنا أن التوكل على الله، والاعتماد عليه مع الثقة به وحسن الظن. وقوله: ((اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ أن أضِل)) أي: أضِل في نفسي ((أو أُضَل)) أي: يضلني أحد. ((أو أزِلَّ)) من الزلل: وهو الخطأ. ((أو أُزَل)) أي: أحدٌ يتوصل لفعل الخطأ يصدر مني. ((أو أَظْلِم)) أو أظلِمَ غيري. ((أو أُظلَم)) يظلمني غيري. ((أو أجهَلَ)) أسفه. ((أو يُجهَلَ عليَّ)) يسفه عليَّ أحد، ويعتدي علي أحد. فهذا الذكر ينبغي أن يقوله الإنسان إذا خرج من بيته، لما فيه من اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاعتصام به. والله والموفق.

الموضوع التالي


قال الله تعالى: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ﴾ [هود:112]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ألا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ(30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ﴾ [فصلت:32،30]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (13) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [الأحقاف:13، 14] .