107 ـ الثالث عشر : عن أبي عبد الله ـ ويقال : أبو عبد الرحمن ـ ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( عليك بكثرة السجود ، فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة ) . رواه مسلم(78) .
 
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( عليك بكثرة السجود )، وعليك: يعني الزم كثرة السجود ، ( فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة ) ، وهذا كالحديث السابق ، حديث ربيعه بن كعب الأسلمي ، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أسألك مرافقتك في الجنة ، قال : ( فأعني على نفسك بكثرة السجود ) ففيه دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يكثر من السجود ، وقد سبق لنا أم كثرة السجود تستلزم كثرة الركوع ، وكثرة القيام والقعود ؛ لأن كل ركعة فيها سجودان ، وفيها ركوع واحد ، ولا يمكن أن تسجد في الركعة الواحدة ثلاث سجدات أو أربعاً ، إذن كثرة السجود تستلزم كثرة الركوع والقيام والقعود .
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم : ماذا يحصل للإنسان من الأجر فيما إذا سجد ؛ وهو أنه يحصل له فائدتان عظيمتان :
الفائدة الأولى : أن الله يرفعه بها درجة ، يعني منزلة عنده وفي قلوب الناس ، وكذلك في عملك الصالح ؛ يرفعك الله به درجة .
والفائدة الثانية : يحط عنك بها خطيئة ، والإنسان يحصل له الكمال بزوال ما يكره ، وحصول ما يحب ، فرفع الدرجات مما يحبه الإنسان ، والخطايا مما يكره الإنسان ، فإذا رفع له درجة وحط عنه بها خطيئة ؛ فقد حصل على مطلوبه ، ونجا من مرهوبه .


(78) أخرجه مسلم ، كتاب الصلاة ، باب فضل السجود والحث عليه رقم (488) .