141 ـ الخامس والعشرون : عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( على كل مسلم صدقة ) قال : أرأيت إن لم يجد ؟ قال : ( يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق ) قال : : أرأيت إن لم يستطع ؟ قال : ( يعين ذا الحاجة الملهوف ) قال : أرأيت إن لم يستطع قال : ( يأمر بالمعروف أو الخير ) قال : أرأيت إن لم يفعل ؟ قال : ( يمسك عن الشر فإنها صدقة ) متفق عليه(164) .
 
نقل المؤلف ـ رحمه الله ـ عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( على كل مسلم صدقة ) وقد مر علينا مثل هذا التعبير من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل أعم منه ، حيث قال : ( على كل سلامي من الناس صدقة ، كل يوم تطلع فيه الشمس )(165) ، والسلامى هي مفاصل العظام ، وهذا يدل على أن لله عز وجل علينا صدقة كل يوم ، هذه الصدقة متنوعة ؛ إما أن تكون تسبيحة ، أو تكبيرة ، أو تهليلة ، أو أمر بمعروف ، أو نهياً عن منكر ، أو أن تعين الملهوف ، المهم أن طرق الخيرات كثيرة . ولكن النفس الأمارة بالسوء تثبط الإنسان عن الخير ، وإذا هم بشيء فتحت له باباً غيره ، ثم إذا هم به فتحت له باباً آخر حتى يضيع عليه الوقت ، ويخسر وقته ولا يستفيد منه شيئاً .
ولهذا ينبغي للإنسان أن يبادر ويسارع في الخير ، كلما فتح له باب من الخير فليسارع إليه ؛ لقوله تعالى : ( فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات) (المائدة:48) ، ولأن الإنسان إذا انفتح له باب الخير أول مرة ولم يفعل فإنه يوشك أن يؤخره الله عز وجل . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يزال قوم يتأخـرون حتى يؤخرهم الله)(166)، فالمهم أنه ينبغي للإنسان العاقل الحازم المؤمن أن ينتهز سبل الخير ، وأن يحرص غاية الحرص على أن يأخذ من كل باب منها بنصيب حتى ، يكون ممن سارع في الخيرات ، وجنى ثمرات هذه الأعمال الصالحة ، نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته ، إنه جواد كريم .



(164) أخرجه البخاري ، كتاب الزكاة ، باب صدقة العيد رقم (1445) ، ومسلم كتاب الزكاة ، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف ،رقم (1008) .
(165) تقدم تخريجه .
(166) تقدم تخريجه .