147 ـ وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نعس أحدكم وهو يصلي ، فليرقد حتى يذهب عنه النوم ، فإن أحدكم إذا صلي وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه ) متفق عليه(184) .
 

ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ فيما نقله عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا نعس أحدكم وهو يصلي ، فليرقد حتى يذهب عنه النوم ) النعاس هو فترة في الحواس يكون نتيجة غلبة النوم ، فلا يستطيع الإنسان معه أن يتحكم في حواسه ، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم من غلب عليه النعاس وهو يصلي أن ينصرف من صلاته ، ولا يصلي وهو ناعس ، ثم علل ذلك بقول :فإن أحدهم إذا صلى وهو ناعس لا يدري لعله يذهب يستغفر فيسيب نفسه بدل أن يقول : اللهم اغفر لي ذنبي أو ما أذنبت ، يذهب يسب نفسه بهذا الذنب الذي أراد أن يستغفر الله منه ، وكذلك ربما أراد أن يسال الله الجنة فيسأله النار ، وربما أراد أن يسال الهداية فيسأل ربه الضلالة وهكذا ، لهذا أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يرقد .
ومن حكم ذلك أن الإنسان لنفسه عليه حق ، فإذا أجبر نفسه على فعل العبادة مع المشقة فإنه يكون قد ظلم نفسه ، فأنت يا أخي لا تفرط فتقصر ، ولا تفرط فتزيد .
ويؤخذ من هذا الحديث أنه لا ينبغي للإنسان أن يحمل نفسه ويشق عليها في العبادة ، وإنما يأخذ ما يطيق . والله الموفق .


(184) أخرجه البخاري ، كتاب الوضوء ، باب الوضوء من النوم ... ،رقم (212) ، ومسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، باب أمر في نعس في صلاته ...،رقم (786) .