وقال تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) .
 
ذكر المؤلف قوله تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (النور: 63) ، وهذا تحذير من الله ـ عز وجل ـ للذين يخالفون عن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ، يعني يرغبون عن أمره فيخالفونه ، ولهذا لم يقل : يخالفون أمره ، وإنما قال : ( يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) أي يرغبون عنه فيخالفونه ، حذرهم من أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ، قال الإمام أحمد : أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك ، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك والعياذ بالله .
أي أنه إذا رد شيئاً من كلام الرسول عليه الصلاة والسلام ، فربما يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك . ويهلك لبس هلاكاً بدنياً ، بل هلاكاً دينياً. والهلاك الديني أشد من الهلاك البدني مثآل كل حي ، طالت به الحياة أم قصرت ، لكن الهلاك الديني خسارة في الدنيا والآخرة والعياذ بالله .
وقوله (أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) يعني أنهم يعاقبون قبل أن تحل بهم الفتنة تسأل الله العافية ، ففي هذا دليل على وجوب قبول أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وأن الذي يخالف عنه مهدد بهذه العقوبة ( أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .