وقال الله تعالى : ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ) .
 
ختم المؤلف الآيات بقوله تعالى : ( وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً) (الأحزاب:34) ، والخطاب لزوجات النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات المطهرات الطيبات ، هؤلاء النسوة هن أطهر زوجات على وجه الأرض منذ خلق أدم .
وقد حاول المنافقون أن يدنسوا فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وذلك في قصة الإفك ؛ التي نسجوا خيوطها ورموا بها الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، حيث اتهموها بما هي بريئة منه ، فأنزل الله في براءتها عشر آيات من كتابه تتلى إلى يوم القيامة، فقال تعالى : ( نَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ ) إلى قوله تعالى : ( تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور:11) ، فنساء النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يتلى في بيوتهن من آيات الله والحكمة ما يتلى ، يتلوه النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ ويتلونه هن أيضاً ، فيقول عز وجل : اذكرن هذا ، اذكرن ما يتلى في البيوت ، والتزمن بالسنة ، وقمن بما يجب ، لأن الذي يتلى في بيته الكتاب والحكمة ، لا شك أنه قد حصل على خير كثير ، وعلم غزير ، وأنه مسئول عن هذا العلم ، فكل من آتاه الله علماً وحكمة ، فإنه مسئول عنه أكثر ممن جهل ، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم إلى العلم والحكمة . إنه جواد كريم .