3/283 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته ، والأمير راع ، والرجل راع على أهل بيته ، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته )) متفق عليه (98) . 4/284 ـ وعن أبي على طلق بن على رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور )) رواه الترمذي والنسائي (99) وقال الترمذي : حديث حسن صحيح . 5/285 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( لو كنت آمر أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )) رواه الترمذي (100) ، وقال : حديث حسن صحيح . 6/286 ـ وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة )) رواه الترمذي (101) ، وقال حديث حسن .
 
قال المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته )) .
الخطاب للأمة جميعاً يبين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان راع ومسؤول عن رعيته . والراعي هو الذي يقوم على الشيء ويرعى مصالحة فيهيئها له ، ويرعى مفاسده فيجنبه إياها ، كراعي الغنم ينظر ويبحث عن المكان المربع حتى يذهب بالغنم إليه ، وينظر في المكان المجدب فلا يتركها في هذا المكان .
هكذا بنو آدم كل إنسان راع ، وكل مسؤول عن رعيته ، فالأمير راع ومسؤول عن رعيته ، والأمراء يختلفون في نفوذهم وفي مناطق أعمالهم ، قد يكون هذا الأمير أميراً على قرية صغيرة ، فتكون مسئوليته صغيرة ، وقد يكون أميراً على مدينة كبيرة فتكون مسئوليته كبيرة ،وفد يكون مسؤولاً عن أمة، كالأمير الذي ليس فوقه أمير في منطقته، كالملك مثلاً هنا ، وكالرؤساء في البلاد الأخرى ، وكأمراء المؤمنين في عهد عمر ابن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، وعلى بن أبي طالب ، وكالخلفاء في زمن بني أمية وبني العباس وغيرهم .
فالرعاة تتنوع رعيتهم أو تتنوع رعايتهم ما بين مسؤولية كبيرة واسعة ، ومسؤولية صغيرة ، ولهذا قال : (( الأمير راع )) يعني هو مسؤول عن رعيته ، الرجل راع لكن رعيته محصورة ؛ هو راع في أهل بيته ، في زوجته ، في ابنه ، في بنته ، في أخته ، في عمته ، في خالته ، كل من في بيته ، راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته ، يجب عليه أن يرعاهم أحسن رعاية ؛ لأنه مسؤول عنهم .
كذلك المرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ، يجب عليها ، يجب أن تنصح في البيت ،
في الطبخ ، في القهوة ، في الشاي ، في الفرش ، لا تطبخ أكثر من اللازم ، ولا تجهز الشاي أكثر مما يحتاج إليه،
يجب عليها أن تكون امرأةً مقتصدة ؛ فإن الاقتصاد نصف المعيشة ، غير مفرطة فيما ينبغي .
مسؤولة أيضاً عن أولادها في إصلاحهم وإصلاح أحوالهم وشؤونهم ، كإلباسهم الثياب ، وخلع الثياب غير النظيفة ، وتغيير فراشهم الذي ينامون عليه ، وتغطيتهم في الشتاء وهكذا ، مسؤولة عن كل هذا ، مسؤولة عن الطبخ وإحسانه ونضجه ، وهكذا مسؤولة عن كل ما في البيت .
كذلك العبد مسؤول وراع في مال سيده ، ومسؤول عن رعيته ، يجب عليه أن يحفظ مال سيده ، وأن يتصرف فيه بما هو أحسن ، وألا يفرط فيه ، وألا يتعدى الحدود وهكذا ، فكلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته.
أما بقية الأحاديث التي ساقها المؤلف ؛ ـ ما عدا الأخير منها ـ فكلها أحاديث تحتاج إلى نظر في صحتها ، لكن مجمل ما تدل عليه عظم حق الزوج على زوجته ، وأن حق الزوج على زوجته عظيم ، يجب عليها أن تقوم به ، كما يجب عليه أن يقوم بحقها ، كما قال الله تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) [البقرة: 228] .



(98) رواه البخاري ، كتاب الجمعة ، باب الجمعة في القرى والمدن ، رقم ( 893 ) ن ومسلم ، كتاب الإمارة ، باب فضيلة الإمام العادل . . . ، رقم ( 1829 ) .
(99) رواه الترمذي ، كتاب الرضاع ، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة ، رقم ( 1160 ) .
(100) رواه الترمذي ، كتاب الرضاع ، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة ، رقم ( 1159 ) .
(101) رواه الترمذي ، كتاب الرضاع ، باب ما جاء في حق الزوج على المرأة ، رقم ( 1161 ) .