4/301 ـ وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ، وفرقوا بينهم في المضاجع )) حديث حسن رواه أبو داود بإسناد حسن (124). 5/302 ـ وعن أبي ثرية سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( علموا الصبي الصلاة لسبع سنين ، واضربوه عليها ابن عشر سنين )) حديث حسن رواه أبو داود، والترمذي، وقال : حديث حسن (125) . ولفظ أبي داود : (( مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين )) . |
ذكر المؤلف ـ رحمه الله تعالى ـ فيما نقله عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين ، واضربوهم عليها وهو أبناء عشر )) وهو حديث حسن له شاهد من حديث سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه ، وهذا من حقوق الأولاد على آبائهم ؛ أن يأمروهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنوات ، وأن يضربوهم عليها أي : على التفريط فيها وإضاعتها إذا بلغوا عشر سنين ، ولكن بشرط أن يكونا ذوي عقل .
فإن بلغوا سبع سنين أو عشر سنين وهم لا يعقلون ، يعني فيهم جنون ؛ فإنهم لا يؤمرون بشيء ، ولا يضربون على شيء ، لكن يمنعون من الإفساد ؛ سواء في البيت أو خارج البيت . وقوله : (( اضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين )) : المراد الضرب الذي يحصل به التأديب بلا ضرر ، فلا يجوز للأب أن يضرب أولاده ضرباً مبرحاً ، ولا يجوز أن يضربهم ضرباً مكرراً لا حاجة إليه ، بل إذا احتاج إليه مثل ألا يقوم الولد للصلاة إلا بالضرب فإنه يضربه ضرباً غير مبرح ، بل ضرباً معتاداً ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بضربهم لا لإيلامهم ولكن لتأديبهم وتقويمهم . وفي هذا الحديث إشارة إلى أن ما ذهب إليه بعض المتأخرين ممن يدّعون أنهم أصحاب تربية من أن الصغار لا يضربون في المدارس إذا أهملوا ، ففي هذا الحديث الرد عليهم ، وهو دليل على بطلان فكرتهم ، وأنها غير صحيحة ؛ لأن بعض الصغار لا ينفعهم الكلام في الغالب ، لكن الضرب ينفعهم أكثر ، فلو أنهم تركوا بدون ضرب ؛ لضيّعوا الواجب عليهم ، وفرّطوا في الدروس وأهملوا ، فلابد من ضربهم ليعتادوا النظام ، ويقوموا بما ينبغي أن يقوموا به ، وإلا لصارت المسألة فوضى . إلا أنه كما قلنا لابد أن يكون الضرب للتأديب لا للإيلام والإيجاع ، فيضرب ضرباً يليق بحاله ، ضرباً غير مبرح ، لا يفعل كما يفعل بعض المعلمين في الزمن السابق ؛ يضرب الضرب العظيم الموجع ، ولا يهمل كما يدعي هؤلاء المربون الذين هم من أبعد الناس عن التربية، لا يقال لهم شيء ؛ لأن الصبي لا يمتثل ولا يعرف ، لكن الضرب يؤدبه ، والله الموفق . (124) رواه أب داود ، كتاب الصلاة ، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة ، رقم ( 495 ) . (125) رواه أبو داود ، كتاب الصلاة ، باب متى يؤمر الغلام بالصلاة ، رقم ( 495 ) ، والترمذي ، كتاب الصلاة ، باب ما جاء متى يؤمر الصبي ، رقم ( 407 ) . |