5/345 ـ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : خرجت مع جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه في سفر، فكان يخدمني فقلت له : لا تفعل ، فقال : إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً آليت على نفسي أن لا أصحب أحداً منهم إلا خدمته . متفق عليه (178) .
 
ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ في بقية أحاديث بر أصدقاء الأب والأم والأقارب والزوجة حديث جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه كان في سفر فجعل يخدم رفقته وهم من الأنصار ، فقيل له في ذلك ، يعني : كيف تخدمهم وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ !
فقال : إني رأين الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عيه وسلم شيئاً ؛ آليت على نفسي ألا أصحب أحداً منهم إلا خدمته ، يعني : حلفت .
وهذا من إكرام من يكرم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإكرام أصحاب الرجل إكرام للرجل ، واحترامهم احترام له ، ولهذا جعل رضي الله عنه إكرام هؤلاء من إكرام النبي صلى الله عليه وسلم .



(178) رواه البخاري ، كتاب الجهاد والسير،باب فضل الخدمة في الغزو ، رقم ( 2888 ) ، ومسلم ، كتاب فضائل الصحابة ، باب في حسن صحبة الأنصار ، رقم (2513) .

الموضوع السابق


3/343 ـ وعن أبي أسيد ـ بضم الهمزة وفتح السين ـ مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال : بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال : يا رسول الله ، هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ؟ فقال : (( نعم ، الصلاة عليهما ، والاستغفار لهما ، وإنقاذ عهدهما من بعدهما ، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ، وإكرام صديقهما )) رواه أبو داود(169) . 4/344 ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت : ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة رضي الله عنها ، وما رأيتها قط ، ولكن كان يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ، ثم يقطعها أعضاء ، ثم يبعثها في صدائق خديجة، فربما قلت له: كأن لم يكن في الدنيا إلا خديجة فيقول : (( إنها كانت وكان لي منها ولد )) متفق عليه (170) وفي رواية : وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن (171) وفي رواية : كان إذا ذبح الشاة يقول (( أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة ))(172) . وفي رواية قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة ، فارتاح لذلك فقال : (( اللهم هالة بنت خويلد ))(173) . قولها (( فارتاح )) هو بالحاء ، وفي الجمع بين الصحيحين للحميدي : (( فارتاع )) بالعين ومعناه : أهتم به .