5/364 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( تنكح المرأة لأربع : لمالها، ولحسبها ، ولجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك )) متفق عليه (199) . ومعناه : أن الناس يقصدون في العادة من المرأة هذه الخصال الأربع ، فاحرص أنت على ذات الدين ، واظفر بها ، واحرص على صحبتها . 6/365 ـ وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل : (( ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ )) فنزلت : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ) رواه البخاري(200) . 7/366 ـ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تصاحب إلا مؤمناً ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) . رواه أبو داود ، والترمذي بإسناد لا بأس به (201) . 8/367 ـ وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل )). رواه أبو داود ، والترمذي بإسناد صحيح ، وقال الترمذي : حديث حسن (202) . 9/368 ـ وعن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( المرء مع من أحب )) متفق عليه (203) . وفي رواية قال : قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم ؟ قال : (( المرء مع من أحب )) . |
ذكر المؤلف ـ رحمه الله ـ فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( تنكح المرأة لأربع : لمالها ، وحسبها ، وجمالها ، ودينها . فاظفر بذات الدين )) .
يعني لأن الأغراض التي تنكح من أجلها المرأة في الغالب تنحصر في هذه الأربع : المال : من أجل أن ينتفع به الزوج . والحسب : يعني أن تكون من قبيلة شريفة ، من أجل أن يرتفع بها الزوج . والجمال : من أجل أن يتمتع بها الزوج . والدين : من أجل أن تعينه على دينه ، وتحفظ أمانته وترعى أولاده . قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( فاظفر بذات الدين تربت يداك )) يعني تمسك بها واحرص عليها ، وحث على ذلك بقوله : (( تربت يداك )) وهذه الكلمة تقال عند العرب للحث على الشيء . ثم ذكر المؤلف أيضاً حديث جبريل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ألا تزورنا أكثر مما تزورنا )) فنزلت : ( وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً) [مريم:64] ففي هذا الحديث طلب زيارة أهل الخير إلى بيتك . فتطلب منهم أن يزوروك من أجل تنتفع بصحبتهم . وكذلك في حديث أبي هريرة صحبة المرأة الدينة تعينك على دين الله . وقد سبق أيضاً أن مثل الجليس الصالح كحامل المسك ، إما أن يحذيك يعني يعطيك منه ، أو يبيعك ، أو تجد منه رائحة طيبة . ثم ذكر المؤلف أحاديث بهذا المعنى ، مثل ما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( المرء على دين خليله ؛ فلينظر أحدكم من يخالل )) يعني أن الإنسان يكون في الدين ، وكذلك في الخلق على حسب من يصاحبه ، فلينظر أحدكم من يصاحب ، فإن صاحب أهل الخير ؛ صار منهم ، وإن صاحب سواهم ؛ صار مثلهم . فالحاصل أن هذه الأحاديث وأمثالها كلها تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يصطحب الأخيار ، وأن يزورهم ويزوروه لما في ذلك من الخير ، والله الموفق . (199) رواه البخاري ، كتاب النكاح ، باب الأكفاء في الدين ، رقم ( 5090 ) ، ومسلم ، كتاب الرضاع ، باب استحباب نكاح ذات الدين ، رقم ( 1466 ) . (200) رواه البخاري ، كتاب التفسير ، باب وما نتنزل إلا بأمر ربك . . ، رقم ( 4731 ) . (201) رواه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب من يؤمر أن يجالس ، رقم ( 4832 ) ، والترمذي ، كتاب الزهد ، بابل ما جاء في صحبة المؤمن ، رقم ( 2395 ) . (202) رواه أبو داود ، كتاب الأدب ، باب من يؤمر أن يجالس ، رقم ( 4833 ) ، والترمذي ، كتاب الزهد ، باب ما جاء في أخذ المال بحقه ، رقم ( 2378 ) . (203) رواه البخاري ، كتاب الأدب ، رقم ( 6170 ) ، ومسلم ، كتاب البر والصلة ، باب المرء مع من أحب ، رقم ( 2641 ) . |