2/397 ـ وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((يؤتى بجهنم يؤمئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها )) رواه مسلم (246) . 3/398 ـ وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل يوضع في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه ، ما يرى أن أحداً أشد منه عذاباً ، وإنه لأهونهم عذاباً )) متفق عليه (247) . 4/399 وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : (( منهم من تأخذه النار إلى كعبيه ، ومنهم من تأخذه إلى ركبتيه ، ومنهم من تأخذه إلى حجزته،ومنهم من تأخذه إلى ترقوته))(248) (( الحجزة )) : معقد الإزار تحت السرة . و (( الترقوة )) بفتح التاء وضم القاف : هي العظم الذي عند ثغرة النحر ، وللإنسان ترقوتان في جانبي النحر . 5/400 ـ وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يقوم الناس لرب العالمين حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه )) متفق عليه(249) . (( والرشح )) العرق . 6/401 ـ وعن أنس رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال : لو تعلمون ما أعلم ؛ لضحكتم قليلً ولبكيتم كثيراً)) فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم ، ولهم خنين . متفق عليه (250) . وفي رواية : بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه شيء فخطب ، فقال : (( عرضت علي الحنة والنار ، فلم أر كاليوم في الخير والشر ، ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قيلاً ، ولبكيتم كثيراً )) فما أتى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أشد منه غطوا رؤوسهم ولهم خنين . (( الخنين )) بالخاء المعجمة : هو البكاء مع غنة وانتشاق الصوت من الأنف . |
هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله ، كلها أحاديث تفيد الخوف من يوم القيامة ومن عذاب النار ، فذكر أحاديث منها :
أنه يؤتى يوم القيامة بجهنم ، لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ، وهذا يدل على هول هذه النار ـ نسأل الله أن يعيذنا والمسلمين منها ، ومن هول ذلك اليوم ـ ؛ لأن الله تعالى جعل سبعين ألف ملك مع كل زمام من سبعين ألف زمام يجرون بها جهنم والعياذ بالله . فهذا العدد الكبير من الملائكة يدل على أن الأمر عظيم والخطر جسيم . وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن أهون أهل النار عذاباً ، من يوضع في قدميه جمرتان من نار يغلي منهما دماغه . وهو يرى أنه أشد الناس عذاباً ، وأنه لأهونهم ؛ لأنه لو رأى غيره ؛ لهان عليه الأمر ، وتسلى به ، ولكنه يرى أنه أشد الناس عذاباً والعياذ بالله ، فحينئذ يتضجر ويزداد بلاء ومرضا نفسياً والعياذ بالله ، ولذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث تحذيراً لأمته من عذاب النار . وذكر أيضاً أن من الناس من تبلغ النار إلى كعبيه وإلى ركبتيه وإلى حُجزته . وذكر أيضاً أن الناس في يوم القيامة يبلغ العرق منهم إلى الكعبين ، وإلى الركبتين ، والحقوين ، ومن الناس من يلجمه العرق . فالأمر خطير ، فيجب علينا جمعياً أن نحذر من أهوال هذا اليوم ، وأن نخاف الله سبحانه وتعالى ، فنقوم بما أوجب علينا ، وندع ما حرم علينا . نسأل الله أن يعيننا والمسلمين على ذلك بمنه وكرمه . (246) رواه مسلم ، كتاب الحنة ، باب في شدة حر نار جهنم . . . ، رقم ( 2842 ) . (247) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب صفة الحنة والنار ، رقم ( 6561 ) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب أهون النار عذاباً رقم ( 213 ) . (248) رواه مسلم ، كتاب الجنة ، باب في شدة حر نار جهنم ، رقم ( 2845 ) . (249) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب قول الله تعالى : (أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ) ، رقم ( 6531 ) ، ومسلم ، كتاب الجنة ، باب في صفة القيامة ، رقم ( 2862 ) . (250) رواه البخاري ، كتاب التفسير ، باب قوله : ( لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُم) ، رقم ( 4621 ) ، ومسلم ، كتاب الفضائل ، باب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار . . . ، رقم ( 2359 ) . |